كتاب سبر

صوت واحد وخمسين حرامي!

في هذه الأيام تتشابه المبادئ وتختلط الشعارات وتتحد المواقف نصرة للوطن وللمواطن بنوايا الدفع للتنمية والتطوير وحماية المال العام والتصدي للفساد والمفسدين ، وكلٌ يدعي الشرف والنزاهة والصدق والأمانة ويبقى الناخب محتارًا مذهولاً لا يعرف أين سيتجه ” صوته الفريد ” لأي مرشح !

وبمجرد فتح صناديق الإقتراع تصطف الطوابير للإدلاء بقناعاتها وتختار من يمثلها آملاً أن يفوز من كان يتعهد بحمايتهم من بطش الحكومة وفسادها ومحسوبياتها ، وما إن تُشمَّع الصناديق ويعلن عن الخمسين نائب حتى يبدأ مسلسل إغلاق أبواب الآمال والعهود بالأعذار المقذوفة على الحكومة تارة وعلى المجلس تارة أخرى ، بينما من يلقي الأعذار هنا وهناك وبالوقت ذاته يعقد صفقاته مع من كان يتوعدهم بالمسائلة والمحاسبة ويأخذ بالكف وبالشليل المليان من المال الذي أقسم على الذود عنه وقبل القسم عاهد ناخبيه بحمايته ، وعندما يمتلئ جيبه يبدأ بعملية ” تنفيذ المعاملات ” لإرضاء ناخبيه الذين عاهدهم ، ليجعلهم شركاء لجريمته وبذلك يؤصل هو وهم مبدأ المحسوبية والظلم والفساد الحكومي عن طريقهم وكما أشار الدستور أنهم مصدر السلطات سيكونون حينها مصدر الفساد والفاسدين.

وهكذا .. تستمر دائرة الفساد عبر الأطر الدستورية متمثلة بإختيار الناخبين للخمسين فاسدا ، وبالطبع في ظل هذا النظام الانتخابي الفريد من نوعه والواضحة أهدافه ونتائجه لن يتمكن غالبية الشعب من قطع وإيقاف دائرة الفساد ، وستبقى جميع المحاولات مجرد اجتهادات فردية نظرًا لتبعية نظام الصوت الواحد ولنتائجه ، وسيزيد الإنقسام والتفرد وستفتت أكبر المجاميع الانتخابية عند أول نقطة حوار .

يتبقى لدينا خطوة أخيرة وحيدة لا بديل لها وهي توجيه صوت الناخب للنخبة فقط وأن يعاهد نفسه قبل أن يعاهده أي مرشح ، بأن لا يختار إلا من يقنعه بالحجة والبرهان وقوة الدليل والسبل لتحقيق تعهداته ، مع تحفظي على قدرته على ذلك نظرًا لإستحالة تحقيق أغلبية برلمانية تدعم توجهاته وقناعته …

جملة أخيرة لكل مشارك في هذه الإنتخابات :
• لا تكن صاحب الصوت الواحد الذي سيختار أحد “الخمسين حرامي”.!

2 تعليقات

  • لاتذكر الشر الا ومعه الخير ولا تذكر الخير الا ومعه الشر ولا تعمم على الجميع ولا الجميع تخصهم فهناك من هم من ابناء عمومتك وابناء جيرانك وحتى من هم اخواننا لك ف لو اخذنا على رأيك لتركنا الحبل على السفينة وجلسنا في بيوتنا وتركنا الطوابير الطويلة التي من وراءها يصنع الرجال بصوتا فريدا حرا لا عبدا مكررا تذروه الرياح لقبيلته او لطائفته او لمعروف بخس !

    القديم

أضغط هنا لإضافة تعليق