منوعات

الكويت: عاطفيون في خزانة الكتب!

انطلقت اليوم، الطبعة الواحدة والأربعون لمعرض الكتاب الدولي في الكويت، ويعود معها موضوع الرقابة ومصادرة بعض العناوين إلى الواجهة، وما يرافقة من جدل يُثار على وسائل إعلامية وبين عدد من المثقفين والمهتمين.

شهدت هذه التظاهرة خلال الدورات السابقة، طوابير طويلة تزاحم فيها الشباب على شراء روايات وصفها نقاد ومثقفون بالـ “الرديئة”، واعتبروا أنها أعمال في معظمها، خالية من اللغة الجيّدة والبناء المحكم، وكثير منها كُتب بلغة “عامية”، في مقابل ذلك كان بعضهم يرى، أن ظاهرة تهافت الشباب على الكتب حالة صحيّة، وتنم عن تزايد المقروئية لدى فئة الشباب.

أداة تسلية
لكن، ومن خلال متابعة ردود الأفعال على مواقع التواصل الاجتماعي في العامين السابقين، انتقد كثيرون ظاهرة التهافت على روايات، تتناول المغامرات العاطفية وقصص الحب العاصفة، أغلبها مكتوب باللهجة الكويتية، وتفتقد للكثير من أدوات الكتابة الروائية التي تجعل منها تجارب أدبية جادة.

ويستدرك بعض المتابعين، بأن القراءة بشكل عام ظاهرة صحيّة، هنا، يتساءلون إن كانت هذه القراءة بوصفها فعل واعي ومعرفي ومحاولة لفهم الذات والآخر، أم بوصفها أداة للتسلية؟.

يؤكّد أحد المؤلفين الشباب، أن دور النشر استطاعت استقطاب هؤلاء الشباب للقراءة، وقدمت كتّابًا شبابًا باستخدام وسائل دعاية جذابة، بينها وسائل التواصل الاجتماعي التي تلعب دورًا مهمًا في الدعاية اليوم.

بينما يلفت آخرون، إلى أن روايات “اللهجة العامية”، ليست سوى “موضة” شبابية مفضّلة عند من هم في سن المراهقة، سوف يتراجع الإقبال عليها من قبل الشباب تأليفًا أو قراءة.

رواية اللهجة العامية
من جهته، يقول أحد كتاب العامية، فضل عدم ذكر اسمه لارتباطه بعقد احتكار يمنه من الإدلاء بتصريحات، في حديث إلى “جيل”: “أجزم لك أن روايتي التي يسخر منها نقاد ومغردون على مواقع التواصل الاجتماعي، بحجّة أنها كتبت بلهجة عامية، قد حقّقت مبيعات لم تحقّقها روايات عربية لمؤلفين معروفين”.

ويضيف المتحدّث، أن زيارة قصيرة إلى جناح دار النشر في معرض الكتاب المقبل، كافية لاكتشاف حجم الإقبال على الرواية وطلب القراء نسخًا بالتوقيع، والتقاط صور تذكارية.

ويلفت المؤلّف الانتباه، إلى تغيّر المزاج العام لدى الشباب في اختياراتهم الأدبية، وهذا ما تؤكده أرقام المبيعات لهذا النوع من الروايات المكتوبة بـ”اللهجة العامية الكويتية”، وذلك أسلوب لم يكن مألوفًا في البداية، لكن القارئ اعتاد عليه فيما بعد.

انتقادات
وكان أدباء وكتاب قد انتقدوا هذه الظاهرة بشدّة، كالكاتبة سعدية مفرح التي أكّدت من خلال تغريدات سابقة لها على تويتر، أن مثل هذه الرويات إشارة إلى تراجع المستوى الثقافي في الكويت، وتصفها الروائية عالية شعيب بأنها روايات كتبت بلغة “سوقية”.

وفي تصريحاته للصحافة، قال الكاتب أحمد عقلة العنزي: “مؤسف أن تتصدر الكويت الدول العربية في انتشار الأدب الهابط مع تحفظي على كلمة أدب”.

ليس مستبعدًا، أن يتجدّد الجدل مرّة أخرى حول ظاهرة “رواية العامية”، تزامنًا مع معرض الكتاب الدولي في الكويت اليوم، في الـ 16 أكتوبر/ تشرين الثاني الجاري، ومع عودة الجدل، لم يفصل النقاد والمختصون في الأدب والرواية وعلم النفس، في انتشار ما يسمى بـ “روايات المراهقين”، وإن كان هذا النوع من الإصدارات يعبّر عن ميلاد حساسية جديدة في الكتابة، قد تكون وسيلة أخرى ليُعبّر هذا الجيل بها عن نفسه، باستخدام القاموس اللغوي الذي يتقنه.