عربي وعالمي

مسؤول أمريكي سابق: هكذا تم تزوير الانتخابات لصالح ترمب

قال وكيل وزارة الخارجية الأمريكية السابق لشؤون مكافحة الإرهاب، ديفيد كوهين، إن النظام الانتخابي في الولايات المتحدة مزور، ووقع تزوير فعلي في الانتخابات، وفقا لمزاعم دونالد ترامب خلال حملته الانتخابية، لكن التزوير هذه المرة جرى لمصلحة ترامب وحزبه.

وأوضح كوهين بمقالة له على صحيفة “ذي رولينغ ستون” أن التزوير جرى بعدة طرق، أهمها نزع حق الاقتراع من الناس دون وجه حق، وقمع الناخبين، وحرمان بورتو ريكو من أن يكون لها أي رأي على الإطلاق، لكن إحدى الطرق المؤثرة، التي لم يحسب لها حساب عدد كبير من الأمريكيين قبل هذا الأسبوع، هي نظام المجمع الانتخابي.

وأضاف: “فاز ترامب في الانتخابات؛ لأنه فاز بأكبر عدد من الأصوات الانتخابية، وذلك أن الدستور الأمريكي يخصص لكل ولاية عددا من الأصوات الانتخابية بناء على العدد الإجمالي لأعضاء الكونغرس الممثلين لكل ولاية”.

وأوضح أن “ولاية مثل وايومينغ -الممثلة في الكونغرس بعضو واحد في مجلس النواب وعضوين في مجلس الشيوخ- لديها ثلاثة أصوات انتخابية، بينما كاليفورنيا -التي يمثلها في الكونغرس 53 عضوا في مجلس النواب وعضوان في مجلس الشيوخ- لديها 55 صوتا انتخابيا في جميع الولايات باستثناء ولايتي نيبراسكا وماين، ويحصل المرشح الذي يفوز بالأصوات الشعبية في الولاية على جميع الأصوات الانتخابية، وهذا يعني أن المرشح الذي يفوز بفارق صوت واحد في ولاية ما سيحصل على عدد الأصوات الانتخابية ذاته المخصص للولاية”.

وقال كوهين: لذلك نقول إن الانتخابات جرى تزويرها، بمعنى أن الآباء المؤسسين أوجدوا نظاما من شأنه في هذه اللحظة من التاريخ أن يرجح الكفة لصالح المرشحين الذين يتوجهون نحو الولايات الأقل سكانا، ونحو مجموعة صغيرة من الولايات المتأرجحة.

وأشار إلى أن نظام الانتخابات الأمريكي صمم بحيث يمنح وزنا أكبر للولايات الأصغر حجما والأقل سكانا والأكثر محافظة، والحقيقة هي أن واحدا من الأسباب التي حفزت واضعي الدستور على إيجاد هذا النظام في المقام الأول هو منح الولايات الصغيرة سلطانا يخوّلها التأثير في العملية الانتخابية، ولمساعدة ولايات الرق.

ولفت إلى أن النظام الانتخابي لو كان قائما على أساس من الأصوات الشعبية، أصوات الأفراد الناخبين وحدها فقط لا غير، لما عبئ أحد بالولايات الصغيرة، ولكان كل الاهتمام منصبا على الولايات الكبرى ذات المدن المأهولة بكثافة.

وخلص إلى أن واضعي الدستور الأمريكي اختاروا نظاما انتخابيا يحابي الولايات الصغيرة، ويمنحها سلطانا يفوق ما تتمتع به الولايات الكبيرة، وهو النظام الذي يحابي الآن الجمهوريين المحافظين، ويفضلهم على الديمقراطيين الليبراليين.

وقال إنه “ينبغي علينا أن نصف هذا النظام الانتخابي بما هو حقيقي، وبأنه نظام مزور”.

ولفت إلى أنه من المثير للاهتمام أن ترامب نفسه أدرك مدى إجحاف المجمع الانتخابي، وعبّر عن ذلك في سلسلة من التغريدات، حيث وصف النظام الانتخابي بأنه “كارثة على الديمقراطية”، وبأنه “زائف وفضيحة”، وبأنه “يبعث على السخرية”، وهذا قبل انتخابه.

وأضاف: “لكن المضحك فعلا هو أن ترامب بات الآن يقول شيئا مختلفا تماما، فمنذ أن فاز بالانتخابات، بالرغم من خسارته للصوت الشعبي، غرد مادحا المجمع الانتخابي، معتبرا إياه في غاية العبقرية، ومما قاله في مدحه أنه “يشرك جميع الولايات على حد سواء، بما في ذلك الصغيرة منها، في العملية”.

وانتهى الكاتب إلى القول إن دونالد ترامب كان محقا حينما تكلم وقال إن النظام الانتخابي مزور، ولطالما جرت محاولات -ولا تزال تجري- لإصلاح هذا النظام، ولكن من غير المحتمل أن تجدي نفعا هذه المحاولات خلال المستقبل المنظور، وربما حتى ولا في المستقبل البعيد، ولا خيار أمامنا سوى أن نتعايش مع واقع لا يمكن لأحد أن يجادل -وقد فاز ترامب بالانتخابات رغم خسارته للصوت الشعبي- في أن نظامه الانتخابي مزور، وفي أن التزوير كان بكل وضوح لصالح ترامب.