كتاب سبر

سيخ الشاورما!

تحذير: هذا المقال ليس مخصصا لمن يستخدمون بطونهم أكثر من عقولهم!
‎في زحمة الانتخابات و في خِضَم الندوات نرى اختلافا واضحا ما بين المرشحين، ففي الطبقة المعيشية مثلا نجد التاجر ابن التاجر و الفقير ابن الستين فقير و متوسط الحال فيما بينهما، و الاختلاف واضح ايضا بالافكار و الانتماءات ، فتتعدد المسميات بين الاسلامي و الليبرالي وغيرها الكثير من التصنيفات و نجد الحزبي و المستقل، فالمرشحين ليسو متفقين في الكثير من الأمور الاخرى.

 

‎و نرى جَلياً ايضا بأن المرشحين ليسوا على حد سواء في مواقفهم فلقد اختلفوا بقدرٍ كبير و تباينت آراؤهم في قضايا كثيرة مثل الاسكان و الرياضة والبصمة الوراثية وأسعار البنزين و قضية الداو و مرسوم الصوت الواحد، ولم نر اتفاقاً في اي استجواب مثلاً ولا في مسألة الوثيقة الاقتصادية ولا في العديد من الامور قديمةً كانت او جديدة.

 
‎فبعد وجود كل هذه الاختلافات في المواقف السابقة وغيرها و في ظل الصوت الواحد خاصةً و عدم وجود كتل برلمانية عانى المجلس السابق ما عاناه من عدم وجود التوافق على القضايا التي من شأنها ملامسة احتياجات المواطن البسيط، فكلٌ منهم يرى حب الوطن و مصلحته من وجهة نظره و ممكن ان تختلف وجهات النظر هذه اختلافا كبيرا حتى انها تصل الى مرحلة الخلاف في الكثير من الاحيان، فلم أجد سوى أن جُل المرشحين متفقين تماماً و بشكل كبير و بصورة عجيبة  على أمر واحد وهو حب “سيخ الشاورما”، و بما اننا في بلد تعد نسبة السمنة فيه من أكثر النِسب ارتفاعا فأرى أن هذا الحب طبيعي جدا،  وأرى أيضا بأن وجود هذه “الشاورما” ضروري فيمكن لنا حل قضايا سرقات عديدة بهذا السيخ، فبعد عدم محاسبة الكثير من سراق المال العام على شيء، من الممكن أن توجه لهم دعوة الى مقر ما ليأكلوا حتى تصيبهم التخمه لعل و عسى أن يدفعهم ذلك الى التوقف عن أكل أموالنا.

 
‎نهايةً و في ظل عدم وجود احزاب ولا قوائم نسبية تساعد على وجود الحد الادنى من التوافق البرلماني او السياسي، فمن المضحك المبكي أن نرى بأن أغلب الساسة و  النخب السياسية توافقت على فكرة “الشاورما” و طبقتها على أرض الواقع في المقرات، فنؤكد على ان هذه النخب يجب عليها فعلا ان  تتوافق على أمور هامة للأمة ليتم تطبيقها على أرض الواقع أيضا، ففكرت مثلا ماذا لو اتفق المرشحون بالأخص و السياسيون عموماً على قضية وطنية شكلت أزمة لدى الشارع مثل تغير آلية الانتخاب بكما توافقوا على هشا “السيخ” ألن يساعد ذلك في تغيير هذه الآلية؟، و لنَقِس على ذلك الكثير و الكثير من القضايا الاخرى التي ذكرنا بعضها سابقاً، فبغض النظر عن كونك لذيذ أو لا ، لن يسعنا الا ان نقول لله درك يا “سيخ الشاورما” لقد حزت على رضا و قبول و توافق أغلب المختلفين، و لم تحز مصلحة الوطن و المجتمع في الكثير من الاحيان على ذلك.
‎رسالة: هذبوا عقولكم و احذروا ممن يكذبون بكل صدق و يغشون بكل ضمير ويسرقون بكل أمانة ويخونون بكل اخلاص, فلقد قال الفيلسوف ماركوس توليوس “تهذيب العقل ضروري بقدر أهمية الطعام للجسد”

‎بكيبورد/ حمد الخضري

تعليق واحد

  • كما عهدتك صاحب قلم جريء يطوع افكاره بسلاسة تجعل افكاره تنساب لتصل الو قارئها بيسر وسهولة الهضم دون اسفاف او تقليل من قيمة الموضوع ،، نقد ساخر ورصين في الوقت ذاته
    اصبت كعادتك كبد الحقيقة
    وعلى فكره انا من السمان مفرطي السمنة اعاذك الله والسامعين من شرورها 🤓

أضغط هنا لإضافة تعليق