محليات

“الكهرباء” تدشن ربط مشروع “الشقايا” بالشبكة الوطنية للكهرباء

دشن وزير الكهرباء والماء الكويتي وزير الاوقاف والشؤون الاسلامية بالوكالة المهندس احمد الجسار اليوم الثلاثاء عملية ربط مشروع محطة الطاقات المتجددة (مجمع الشقايا) بالشبكة الوطنية للكهرباء الذي نفذه معهد الكويت للابحاث العلمية بالتعاون مع (الكهرباء).
وقال الجسار في كلمة خلال الاحتفالية التي نظمها (الابحاث العلمية) انه بهذا التدشين سيتم ربط اول محطة محلية لانتاج الطاقة الكهربائية من (الشمس والرياح) بالشبكة الكهربائية.
واضاف ان هذه الخطوة تتوج انجاز الجزء الاول من المرحلة الاولى من المشروع عبر تزويد الشبكة الكهربائية بنحو 10 (ميغاوات) من الطاقة الكهربائية ومثلها من الطاقة الهوائية.
وأوضح ان عملية ربط الجزء الثاني من المرحلة الاولى من المشروع التي تقدر ب50 (ميغاوات) من الطاقة الشمسية ستتم بنهاية العام المقبل لتحقق الوزارة بذلك ما نسبته 1 في المئة من الطاقة المتجددة قبل عام 2018 ونحو 3 بالمئة قبل عام 2020 لينضم هذا المشروع الى مشروعات الطاقة المتجددة الاخرى التي تهتم بها الوزارة.
وذكر ان (الكهرباء والماء) وضعت العديد من الخطط الحالية والمستقبلية لتلبية الاحتياجات المتنامية للطاقة فأقامت العديد من المحطات منها محطة الزور الشمالية التي ستدخل مرحلة التشغيل التجاري مطلع الاسبوع المقبل لتدعم الشبكة بنحو 1500 ميغاوات.
وأفاد الجسار ان مشروع محطة توليد الخيران سيتم تنفيذه على ثلاث مراحل ليدعم الشبكة بحوالي 4500 ميغاوات على ان تبدأ مرحلته الاولى عام 2020 وكذلك مشروع المؤيدين ليدعم الشبكة بحوالي 6000 ميغاوات في مرحلتيه الاولى والثانية.
واشار الى انه في اطار جهود الحكومة لتحقيق النمو المستدام ومواجهة الزيادة المتوقعة على استهلاك الطاقة الكهربائية فقد حرصت (الكهرباء) على تعزيز طاقة المحطات المركبة من 17 الف ميغاوات حاليا الى 40 الفا بحلول 2035.
وبين ان كمية الوقود الاحفوري المستهلك اثر تشغيل هذه المحطات سيقفز من 370 الف برميل نفط يوميا الى حوالي مليون برميل عام 2035.
واوضح ان هذا المشروع يمثل حقبة جديدة اوسع نطاقا للطاقة الكهربائية وتطورا مهما في هذا المجال وهو ما وجه به سمو امير البلاد نحو استخدام هذا النوع من الطاقة لافتا الى سعي الوزارة لان تصل نسبته الى 15 بالمئة من اجمالي الطاقة الكهربائية بحلول 2030.
من جانبها اكدت المدير العام لمعهد الكويت للابحاث العلمية الدكتورة سميرة السيد عمر في كلمة مماثلة ان مجمع الشقايا يعد خطوة مهمة لتبني تطبيقات الطاقات المتجددة وتحقيق الرؤية الاميرية السامية لتأمين ما نسبته 15 في المئة من حاجة الكويت من الطاقة الكهربائية من مصادر متجددة ونظيفة بحلول 2030.
واضافت عمر ان هذا الموقع الذي كان قبل ستة اعوام منطقة صحراوية ثم امتدت اليه يد معهد الكويت للابحاث العلمية بالتعاون مع وزارات وهيئات وطنية على رأسها وزارة الكهرباء والماء تحول الى مجمع ينتج الطاقة الكهربائية من مصادر متجددة.
وذكرت ان احتفال اليوم يأتي بعد انجاز مرحلة مهمة على طريق تنفيذ هذا المشروع الوطني الكبير وذلك بربط محطة الطاقة الكهروضوئية بسعة 10 (ميغاوات) ومحطة طاقة الرياح بسعة 10 (ميغاوات) مباشرة بالشبكة الوطنية للكهرباء للمرة الاولى في تاريخ شبكة التوزيع الكهربائي محليا.
وافادت بأن تدشين (الربط الكهربائي) جاء ثمرة جهود تواصلت على مدار سنوات عدة مبينة ان المعهد قام منذ 2010 بتصميم خرائط دقيقة لمصادر طاقة الرياح والطاقة الشمسية في البلاد ومن ثم تم اختيار موقع الشقايا بعد ان ثبت انه انسب المواقع لاقامة مثل هذه المحطات.
واضافت انه بعد انجاز تلك الخرائط قام المعهد بإعداد المخطط الهيكلي للموقع والبدء في تشييد اولى محطات الطاقة المتجددة محليا التي تعتبر المرحلة الاولى لتنفيذ المخطط الهيكلي للمجمع الذي يضم ثلاث محطات الاولى منها للطاقة الشمسية الحرارية وتنتج 50 (ميغاوات) من الطاقة مزودة بقدرة تخزينية تبلغ نحو 10 ساعات يوميا.
واوضحت عمر ان المحطة الثانية تختص بالطاقة الشمسية الكهروضوئية بقدرة تبلغ 10 (ميغاوات) في حين تختص المحطة الثالثة بطاقة الرياح وقدرتها 10 (ميغاوات).
وبينت انه “تم اليوم دخول محطة الطاقة الشمسية الكهرضوئية ومحطة طاقة الرياح الى الخدمة على ان تلحق بهما محطة الطاقة الشمسية وهي ذات القدرة الاكبر خلال النصف الاول من 2018”.
وشددت على انه بدخول هذا المجمع الخدمة بشكل كامل سيحقق الكثير من المردودات الاقتصادية والاجتماعية والبيئية الهامة كالحد من انبعاث غاز ثاني أكسيد الكربون بمقدار 196 الف طن سنويا خلال المرحلة الاولى لتبلغ نحو 5 ملايين طن بعد انتهاء المرحلة الثالثة والاخيرة.
وقالت انه بهذه الخطوات يتم دعم موقف دولة الكويت الايجابي تجاه الحد من انبعاث الغازات الدفيئة الذي عكسته قياداتنا السياسية الحكيمة في توقيع (اتفاق باريس) حول المناخ كما تبلور موقفنا الوطني بشكل خاص في قمة المناخ التي عقدت اخيرا في مراكش المغربية بمشاركة سمو امير البلاد.
واشادت عمر بالتعاون المهم والبناء الذي لمسه المعهد من مؤسسات وطنية ساهمت في تحقيق هذا الانجاز الوطني وعلى رأسها وزارة الكهرباء والماء وبلدية الكويت متطلعة إلى مواصلة التعاون بين المؤسسات الحكومية والخاصة لتحقيق التنمية المستدامة.
بدوره قال المدير التنفيذي لمركز (ابحاث الطاقة والبناء) بالمعهد الدكتور سالم الحجرف في كلمة مماثلة ان هذه الخطوة تأتي ضمن عدة خطوات تم اتخاذها هذا العام نحو تنفيذ مبادرة (الشقايا للطاقة المتجددة).
واوضح الحجرف ان المعهد قد بدأ في وقت سابق اعداد دراسات استراتيجية واقتصادية وفنية وبيئية خاصة بمشروعات نقل وتوطين تقنيات الطاقات المتجددة محليا التي اكدت مدى ملاءمة الظروف المناخية لتوليد الطاقة الكهربائية من مصادر طاقة متجددة في البلاد.
واضاف ان هذا المشروع التطبيقي بني على اساس دراسة جدوى اقامة محطة للطاقة المتجددة باستخدام انسب التقنيات لاجواء دولة الكويت مثل نظام الطاقة الشمسية الحرارية ونظام الطاقة الشمسية الكهروضوئية ونظام طاقة الرياح.
وافاد ان الدراسات خلصت الى وضع “انجع السيناريوهات المتاحة” لتوطين تقنيات توليد الطاقة المتجددة للفترة (2015 – 2025) لاستيعاب قدرة انتاجية تصل الى 2000 (ميغاوات) يتم تنفيذها على ثلاث مراحل.
وبين ان هذا المشروع يعد “خطوة ستتبعها العديد من الخطوات لتأمين مصادر طاقة المستقبل للكويت” مؤكدا ان دولة الكويت سوف تكون على موعد مع انجازات اخرى في هذا الاتجاه في القريب العاجل.
وأوضح ان كوادر المعهد العلمية ومهندسي (الكهرباء) نجحوا للمرة الاولى في توطين تقنية الطاقة الشمسية الحرارية والطاقة الشمسية الكهروضوئية وطاقة الرياح بهذا الحجم الفعال لافتا الى خبراتهم المتميزة والنادرة على مستوى المنطقة فيما يتعلق بدراسة وتقييم مصادر وتقنيات الطاقة المتجددة المناسبة للعمل تحت الظروف المناخية الصحراوية الصعبة.