كتاب سبر

مرحلة جديده أم “فركشه”

بعد أن انتهت الانتخابات البرلمانية، وقال الشعب كلمته الفصل سواء أعجبت البعض أم أغضبت البعض الأخر ، وما دار خلالها من لغط واتهامات بنزاهتها ممن لم يحالفه الحظ.
ورغم تحفظي شخصيا علي نتائج الدائرتين الرابعة والخامسة إلا اننا أصبحنا أمام واقع لا تخلو حلاوته من بعض المرارة وهي في عودة بعض الأعضاء السابقين الفاشلين الذين تدور حولهم الشبهات، ولكن دعونا نبعث التفاؤل في نفوسنا ونمنيها بأن القادم دائماً أجمل ولن يكون أسوأ من الفترة السابقة التي عدت والتي نتمني أن يعاد ويصحح اغلب قوانينها التي تم سلقها بليل وبفعل فاعل.
دعونا نتفاءل بالوجوه الشبابيه القادمه بقوة وببعض الوجوه الطيبه من الحقبات السابقة ممن جربتهم الناس ولم تري عليهم المأخذ المأسوية التي رأيناها علي أغلب أعضاء مجلس المناديب كما أطلق عليه.
ان تركيبة المجلس الحالي يغلب عليها عنصر التغيير إذا نظرنا للنسبه المئوية التي تحققت وهي دخول ٣٤ نائبا بين جديد وعائد من صفوف الاغلبيه السابقة وهي نسبة ٦٨٪‏ مما تعني أكثر قليلا من الثلثين، وأزيد عليهم نسبة النواب الشيعة ولو انني أكره هذا التصنيف الفئوي، ولكن لتبيان الأرقام حسابيا فأربعة أعضاء منهم سابقين لهم مواقف طيبه وصريحه في أغلب الأحيان ولكن التيار جرفهم في أحيان أخري.
فسيد عدنان رجل رزين وواضح ومواقفه تصب دائماً في مصلحة المواطن، وعاشور أيضا صريح وكانت مواقفه فيها بعض الوضوح، والصالح رجل واضح وشفاف وصادق مع نفسه ومع ناخبيه، والدكتور خليل منظم وجاد ولم يكن المجلس السابق مجلسه ويؤخذ عليه سرعة استفزازه وأتأمل به الخير، والاثنين الآخرين صلاح خورشيد طيب ومحبوب من الكل ولكن أتمني ان يستفيد من سقطاته القديمة بعد ان اكتسب الخبرة وليتعظ مما سبق، ولن أتكلم عن السادس وهو المحامي خالد الشطي لأنني لا اتفق مع طرحه كما لا يتفق الكثيرين مثلي حتي من أبناء طائفته وأنصحه أن يعتدل ويعرف أن المسار الناجح ليس بالتأجيج الطائفي الذي سيحرقه أولا ثم الكويت ثانيا.
لن أتكلم عن الأطراف الآخري الأن فالكل يعرف التوجهات التي تنتهجها، ولكنني أتمني ممن كان عضوا سابقا أن ينتبه ويحذر بأن الظروف لم تعد الظروف، وأن الصوت العالي والتهديد والوعيد ودغدغة المشاعر بالطلبات الشعبوية لم تعد هي الاولويه وبعدما أكتوي من أكتوي واندفع من اندفع ولم يجني سوي الحسرة والأسباب قلة الخبرة والحنكة السياسية التي لم تكن حاضرة وقتها.
ان وجود مجموعة من الشباب المتوثب للعمل من أجل الفئات الشبابيه التي أوصلتهم ستكون هي المحك في العمل البرلماني القادم وما تحقق من نتائج اتي ب٢٦ كرسيا لمن نعتقد انهم إصلاحيون سيكون هو الفيصل لترميم أغلب القوانين التي أنتجها المجلس السابق والتي كانت مجرد كارت بلانش لحكومه لم يكن لها سوي تنفيذ أجندات متنفذين سواء بعلمها أو غباء منها
في المجمل تعتبر النتائج في صالح الإصلاح وتبدل المعادله السياسية إذا مورست وتشكلت المجاميع بذكاء وتجرد من المصالح الذاتية، وسيكون أول امتحان لها هو انتخاب الرئاسه والذي علي ما أعتقد هو المحك الذي تنتظره المجاميع الانتخابيه التي أوصلت هؤلاء.
مرزوق الغانم مرشح متوقع وسيقاتل علي إعادة ترشيحه للرئاسه بما أوتي من قوة ضغط خفيه وغير خفيه ورغم انني كنت أظن انه ظلم بالمرحلة السابقة والسبب الرئيسي وجود مجلس ضعيف ومهلهل وفقير فنيا وشخصيا فلهذا تركوه يحمل كل التركه الثقيلة لتلك المرحلة وهو بدوره قبلها واستمتع بها في أحيان كثيره مما خلق له الكثير من الخصام حتي في أقرب دوائره المحيطة ولقد كتبت في هذا الموضوع في مقالات سابقه ولا زال لدي الكثير سوف يأتي لاحقا.
أما المنافسين الآخرين حتي الان فهما إثنان الفاضل عبدالله الرومي والمتوثب شعيب المويزري، وهناك طرف ثالث قد يدخل الصراع كما أشعر شخصيا وهو الفاضل محمد المطير والذي اصرت مجاميعه ومجاميع أخري سلفية علي خوضه للانتخابات رغم عزوفه عنها ولكن أعلم ان الرجل يحب الكويت جدا ويتألم لما يحدث، ولهذا اقدم علي النزول للانتخابات لعله يعمل شيئا رغم ظروفه الصحيه.
هذا باختصار ما ننتظره كخطوة أوليه لنعرف مسار العمل البرلماني القادم.
هنا نتمني ان تكون الحكومه القادمه علي مستوي الطموح وتطلعات المواطنين ولن نستطيع ان نحدد المسارات الان حتي يختار والد الجميع صاحب السمو من يراه مناسبا لقيادة الحكومه وهو الحق الخاص لسموه حفظه الله.
وعليه يمكن ان نري الطريق بوضوح للمرحله القادمه، هذا إذا لم تتفركش كل العمليه الانتخابيه من جديد لاجراءات دستورية باطله أو لا سمح الله لطعن في الانتخابات او لأسباب فنيه أخري ملغومة.
ودمتم