أقلامهم

“وصول” بين اللغويات ونظريات الجندر

مع مجموعة من طلبة الدراسات العليا في اللغويات الاجتماعية و التطبيقية في جامعة لندن، ذهبت لمشاهدة فيلم ‘وصول’ والذي صدرا مؤخراً بطولة الممثلة ايمي ادمز، بدور لويس بانك، بروفيسورة في اللغات واللغويات. وتدور قصة الفيلم في توظيفها من قبل الجيش الامريكي لفك رموز لغة مخلوقات فضائية وصلت للأرض.

تحمست (واحببت) منذ اللحظة الاولى لقرائتي بموضوع الفيلم الا وهو اللغويات، خصوصاً ان هنالك القليل من الأفلام التي تستعرض اللسانيات واللغات كموضوع جوهري للفيلم. فمثلا، فيلم ‘لازلت آليس’ بطولة جوليان مور والذي يتحدث عن سيرة حياة استاذة اللغويات ‘ديبورا شيفرون’ في جامعة جورج تاون، واشنطن. ومع انني احببت فيلم ‘لازلت اليس’، الا انه يدور حول احداث حزينة وبدورها تصارع مرض الزاهايمر اثناء القائها محاضرة في اللغويات.

لنعود الى فيلم ‘وصول’ والذي برإي الشخصي كان مشيد بشكل جميل ويعتمد على فرضية ‘سابير- وورف’ وهو مفهوم نموذج في علم اللغة والعلوم المعرفية التى ترى ان بنية اللغة يؤثر على إدراك الناطقين بها. بجانب هذه الفرضية، فان الفيلم يتحدى الكثير من النظريات الجندية والتي ظهرت في أوائل ١٩٧٠، ومنها روبن لاكوف وديل سبندر. وتشير هذه الموجة الى ان المرأة تعتبر ضعيفة وقلبة الشأن في حال مقارنتها بالرجل. الا ان هذه النظريات تعتبر ضعيفة لا يعتبر تفسيرها علمي.

تاريخيا، الإشارة بان لغة النساء ضعيفة وعاجزة تعود الى عام ١٩٢٢ عندما اصدر الفيلسوف الدينماركي ينس اوتو جيسبرسن كتاب ‘اللغة: طبيعتها، تطورها، واصلها’، وقام بتكريس فصل كامل في هذا الكتاب بانتقاد لغة المرأة ووصف المرأة بالقاصرة وشبهها بلغة الأطفال، في حين ان لغة الرجل معيارية ومتكاملة.

السبب لذكري تاريخ اللغة والجندر له اثر كبير في ربط هذه النظريات لفيلم ‘وصول’ والذي يوظف كلا الجنسين في ادوار تثبت النظريات الادائية والتي ذكرتها البروفيسورة جوديث بتلر في كتابها ‘مشكلة الجندر’. فدور البروفيسورة لويس في فيلم ‘وصول’ يشمل العقلانية والموازنة وليس له علاقة في كونها امرأة، في حين الرجل يتمتع بروح مدمرة عدوانية مهيمنة. ذكرت بروفيسورة ديبورا كاميرون في جامعه اكسفورد في رأيها عن فيلم ‘وصول’ ان الفيلم ركز على دور البطلة كأنثى من خلال انجازاتها الفكرية والمهنية.

على عكس أفلام هوليوود، بطلة الفيلم تتميز بالذكاء والخبرة، والتي تقوم بشجاعتها بانقاذ العالم في تواصلها مع المخلوقات الفضائية. ويتمحور السرد في الفيلم مع الصورة اللاجوهرية من الذكور والإناث. كما يتضمن سرد الفيلم الهوية لبطلة الفيلم، فهي ليس بروفيسورة لغات فقط، بل هي أيضا أم وحيدة وتعاني من وفاة طفلة لمرض السرطان وسرد هذه الذكريات مع الوقت الحالي لأحداث الفيلم أنتج فيلم كلي لغويا وإخراجا.

وقالت كاميرون أيضا ان منطق الفيلم يتطلب من البطلة ان تكون أنثى (كوكب الزهرة) ضد المؤسسة العسكرية (المريخ).

وفِي النهاية، فنجاح لويس لا يظهر في فك الرموز فقط والتي تعتمد كليا على مهاراتها في تعليم اللغة للمخلوقات، بل أيضا في صفاتها الأنثوية: الأمومة، الرحمة، والحدس.

قلم / منيره العجلان
جامعه لندن | جامعه الكويت

5 تعليقات

  • كمحب للافلام وخصوصا افلام الخيال العلمي استمتع بقراءة اراء ونقد المختصين عن هذه الافلام.. وزادت المتعه بوجود مختصه من بلدي ابدعت في نقد وتحليل فلم ابدع الهولوديين في صياغته وانتاجه… ابداع×ابداع 🙂

  • حري بي أن أقول كمعلمة لغه عربية أن المقال ينقصه الفكر في المقام الأول ثم من بعد ذلك دقة توظيف اللغه.عزيزتي العجلان أتمنى منك مراجعة قواعد اللغة العربية قبل الشروع بكتابة هكذا مقال.

أضغط هنا لإضافة تعليق