فن وثقافة

البريمز وتخت المطبخ والمركا والبيز.. أدوات المطبخ الكويتي قديما

كانت المطابخ في البيوت الكويتية القديمة عبارة عن زاوية صغيرة متواضعة يتم فيها إعداد وجبات الطعام واحتوت على بعض الأدوات البسيطة والأساسية فقط مثل “البريمز وتخت المطبخ والمركا والبيز”.

وأورد كتاب (البيت الكويتي القديم) للباحثين في التراث الشعبي محمد الخرس ومريم العقروقة أن “البريمز” موقد نحاسي ذو أحجام متفاوتة ويتكون من خزان الوقود الذي يملأ بالكيروسين وتثبت على جوانبه ثلاثة مناصب تعلوها شبكة من المعدن ويوضع عليها الوعاء المراد تسخين ما بداخله.

وفي جانب خزان “البريمز” فتحة تخرج منها مضخة ضاغطة للهواء الذي يدفع الكيروسين عبر أنبوبة تصل إلى رأس الاشتعال تحت الشبكة المعدنية وحين تخبو شعلته أو تخف قليلا نتيجة انحباس الكيروسين كان أهل المنزل يعمدون إلى إدخال إبرة خاصة به تسمى “إبرة بريمز” في عين الاشتعال ثم إخراجها وسرعان ما تعود الشعلة وهاجة قوية.

ومن أدوات المطبخ الكويتي القديم أيضا “تخت المطبخ” وهو تخت خشبي تتراوح أبعاده تقريبا بين مترين ومترين ونصف المتر طولا و 80 سم و 90 سم عرضا و50 سم ارتفاعا وكان يوضع في المطبخ أو خارجه لتصف عليه أواني الطبخ والطعام بعد غسلها لتجف استعدادا لاستعمالها مرة أخرى.

أما “المركا” فهي طوق حديدي مستدير ينتصب على ثلاث أرجل أو أربع توضع فوقه القدور والأباريق وتشعل من تحته النار وكان يصنع محليا بأحجام مختلفة تتناسب مع أحجام القدور.

وأشار الباحثان الخرس والعقروقة في كتابهما إلى أن أهل الكويت استخدموا قديما “البيز” وهي قطعة صغيرة من القماش مربعة الشكل مبطنة بالقطن تخاط باليد أو بماكينة الخياطة حيث كان صباب القهوة يستخدمها في مسك دلة القهوة الساخنة كما تحمل بها المرأة أواني الطبخ الساخنة وكان بعض الناس يتفننون في زخرفة “البيز” بالأسلاك الذهبية والفضية.

واستخدمت المرأة الكويتية في مطبخها قديما “الجولة” وهي موقد صناعي متعدد الأنواع منه ما يشعل بالكيروسين ومنه ما يشعل بالغاز ومنه ما يعمل بالكهرباء ولكل تصميمه الذي يختلف عن الآخر أما أداة الاشتعال في “جولة الكاز” فهي فتيلة قطنية سميكة تنتهي في خزان الوقود فإذا ما اشتعلت أعطت حرارة عالية وكانت تستعمل لطهو الطعام بينما جاء استعمال جولة الغاز والكهرباء متأخرا جدا.

واستعان الكويتيون أيضا ب”الصفرية” وهي قدر يصنع من النحاس على أحجام متفاوتة يتسع عند قاعدته ويضيق عند حافته العلوية وكان للكبير منه عروتان على جانبيه ويستعمل في إعداد طعام الولائم التي كانت تقام في مناسبات الأفراح والأعياد.
أما أنواع الوقود المستخدمة قديما فهناك “القرم” وهي خشب يقطع من الأشجار وتجلب من الخارج وتتخذ للوقود بعد تجزئتها إلى قطع صغيرة وهي معروف بهذا الاسم عند العرب.

كما لجأ الكويتيون إلى استعمال “الكاز” أي الكيروسين في المطبخ وكان يجلب قبل اكتشاف النفط في صفائح “تنكية” من الهند في البداية ثم من (عبدان) فيما بعد وكانت “تنكات الكاز” توضع في مستودعات تسمى “كازخانة” ثم تباع بعد ذلك للمستهلكين.
واقتصر استعمال الكاز في أول الأمر على الإضاءة والمساعدة في إشعال حطب الوقود ثم استعمل بعد توافره ورخص ثمنه في “الجولة” و”البخاري” وهو نوع من المدافئ يعمل بالكيروسين وعند تعبئة الزجاجات من الكاز كانوا يستعملون مضخة مصنوعة من “التنك”.

وذكر الباحثان الخرس والعقروقة أن الكويتيين استعملوا “الموقد” وهو حفرة تحيط بها أحجار ثلاثة يوضع بينها الحطب وتشعل فيها النار بعد وضع القدر عليها وكان هناك الموقد النقال الذي يصنع من الطين أو من قاعدة حديدية مغطاة بالطين من الداخل يعلوه اثنان من “المراكي” يوضع عليهما القدر ومن تحته تشعل النار.
وعرف الموقد الخاص بصنع القهوة العربية باسم “وجار” وهو حفرة في الارض محاطة بسور مستطيل تعلوه بعض القضبان الحديدية وذلك لوضع دلال القهوة فوقها ومن تحتها موقد النار ويسمونه أيضا “وجاغ” كما تنطق الجيم ياء في بعض الأحيان وهو تحريف للكلمة التركية “وجاق” وتعنى الموقد .