كتاب سبر

عندك عروسه؟!

تحذير: هذا المقال ليس مخصصاً لمن لا يملك عروساً.

احاديث كثيرة نسمعها عن الشباب في المجال السياسي خاصةً و في المجالات و المحافل الاخرى عامةً، و لم  استوعب ابداً معنى كلمة “الشباب” فبحثت عن معنى هذه الكلمة اجتماعيا، فوجدت في ثنايا الاحاديث و الحوارات الاجتماعية الكثير من التعاريف و منها على – سبيل الذكر لا الحصر – من يقصد بالشباب ذاك الشخص “الصغير” بالعمر و هناك من يقصد من ينتمي لفئة عمرية معينة و يوجد ايضا من يرى بأن الشاب هو من ليس له “شيب في شعره”.

فوجدت انه من الضروري ان ارد على هذه الآراء، فبداية ارى بأن مصطلح “الصغير” فيه اسفاف لبعض الشخصيات حيث ان الصِغَر لم يكن ابداً بالعمر فكم من مسنٍ يستصغره الناس لمواقفه و افعاله، و كم يافعِ تُكبره افعاله و مواقفه في عيونهم فقد قال ابو العلاء المعري ” النجمُ تستصغرُ الأبصارُ صورتَهُ … والذنبُ للطرفِ لا للنجمِ فـي الصِغَرِ” ، اما ثانيا و بالنسبة للفئة العمريه فلا يوجد معيار واضح لكي نفرق بين الشاب و “الشايب” بالعمر فقط، فالبعض يرى بأن الثلاثيني او الاربعيني يعتبر من الشباب و لذلك يقال “توفى فلان وهو شاب” بينما يبلغ المتوفي 40 عاما مثلا، اما ثالثا وهو “الشيب” فانا ابلغ من العمر 27 عاما و قد لونت هموم الحياة بعضا من شعر رأسي بالبياض، وكل هذا يؤكد بأن هذه التصنيفات خاطئة لا محالة، و ليست منطقية البتة.

بعد الاستمرار بالتفكير وصلت الى تعريف اقنعني نوعا ما وهو ان “الشاب” هو ذلك الشخص الذي يمتلك الخطط و الاطروحات “الشابة” الجديده المزدهرة التي لم يصيبها الصدأ بمرور الزمن بمعنى انها لا تعتبر “اسطوانه مشروخه” كما يقال، فاصبح لزاما علينا ان نعيد التقييم و يجب علينا فعلا ان نعي بأن من نعتبرهم شبابا لأعمارهم فقط سيأتي يوم و يكبرون، اما بالنسبة لمن لا يوجد شيبا في رأسه “ابشره” بأن رأسه سيمتليء بياضا ذات يوم، و ان الفئة العمرية لا يمكن اطلاقا ان تكون مقياسا للحقيقه فلا يَفتَرض كبار السن ان افكارهم صحيحة لمجرد انهم اكبر سناً، ولا يَفتَرض ايضا صغار السن ان افكارهم جديدة و جملية لمجرد انهم اصغر سناً.

نهايةً و عند اسقاط ما سبق على الجانب السياسي مثلا، نجد ما يسمى ب”العرس الديمقراطي”  الذي يجب ان يكون مكتمل الاركان، فلن يكتمل اذا لم يصطحب المعرس معه خطة او فكره جديده تكون عروسا له في هذا العرس، و هنا اتسائل هل يصطحب من اطلقنا عليهم لقب الشباب عرائسهم معهم؟ و هل تملك يا عزيزي القاريء “عروسه”؟ ام انك “شايب” في افكارك و مقترحاتك و تطلعاتك؟

تنويه: من غير المنطقي ان نقول ليت الشباب يعود يوما لانه لن يعود ابدا، بل المنطقي ان نطالب بعودة الرؤية الشبابية، فنقول ليت افكار الشباب تعود يوماً.

بكيبورد/ حمد الخضري

3 تعليقات

أضغط هنا لإضافة تعليق