فن وثقافة

المشبنج.. صندوق خشبي صنعته أيدي البحارة الكويتيين خلال عودتهم من رحلة الغوص

(المشبنك) أو (المشبنج)..صندوق من الحبال وألواح الخشب صنعته أيدي الكويتيين قديما وهم على ظهر السفينة خلال عودتهم من رحلات الغوص أو التجارة الطويلة.

ففي طريق العودة وبعد عناء الغوص والسفر ينسج البحارة الكويتيون وهم على ظهر السفن بمهارة عالية وإتقان رغم بساطة المواد الأولية المتوافرة حبالا من ألياف جوز الهند أو من نخيل التمر لصنع (الجودري) و(الديين) وصناديق (الشبناج) وغيرها.

وكل بحار كويتي يقوم بصنع صندوقه الخاص ومن لا تسنح له فرصة صناعة الصندوق يجد من يعاونه ويسانده من أشقاء المهنة ضاربين أروع أمثلة في التعاون فيما بينهم منذ القدم.

وحول هذا الموضع قال الحرفي الكويتي خالد الحدب: إن صندوق (المشبنج) أو (الشبناج) او (المشبج) ويطلق عليه أيضا صندوق (سفار) أو صندوق (أسفار) عبارة عن صندوق مصنوع من الحبال وألواح الخشب يقوم بصنعه البحارة في طريق عودتهم بعد انتهاء موسم الغوص أو السفر.

وأوضح أن صناديق (المشبنج) ليس من الصناديق المعروفة مثل صندوق المبيت الذي كان يوجد في كل بيت كويتي إضافة إلى البيوت الخليجية لأنه يصنع على ظهر السفن وبأيدي البحارة حتى يضعوا فيه أمتعتهم البسيطة والهدايا لأهلهم و كما يقال باللهجة المحلية (الصوايغ).

وعن طريقة صنع صندوق (المشبنج) بين الحدب أن المواد التي تدخل في صناعته تعتمد على الحبال والأخشاب المتوافرة على المحامل (السفن) في ذلك الوقت فكان البحار (يتوبك) الصندوق بالحبال ومنها حبال (الكمبار) الخشنة وهي حبال متكونة من ألياف جوز الهند يتم ربطها بعضها ببعض فتكون مثل حبل (السقالة) المستخدمة في البناء للبنيان حيث تحكم هذه الحبال ألواح الخشب بشكل أكبر.

وأضاف أن البحارة الكويتيين كانوا ماهرين في البحث واختيار نوعية الأخشاب ولديهم خبرة في معرفة كل نوع من أنواع الأخشاب وما يصلح منها للاستخدام.

وذكر أن الأخشاب التي استخدمها البحارة في صنع هذه الصناديق هي أخشاب معينة مثل (الساج البورمي) من الهند وفيه نقشة العروق واضحة أو (السيسم) وأما الإفريقي فيكون (سادة) لكن أكثر الأخشاب التي استخدمت هي (السيسم).

وأوضح الحدب أن السبب في استخدام الحبال الملفوفة بإحكام على الصندوق والمترابط بعضها ببعض من جميع الجهات فتحيط بالصندوق حتى يتسنى للبحارة حمل الصندوق من أي جهة وليتم إنزال الصناديق بسهولة من المحامل إلى جال البحر أي جانبه.