آراؤهم

ذكرى مولد الهادي

صلو على من تدخلون بهديه

دار السلام و تبلغون المطلبا

صلوا عليه وسلموا و ترحموا

تردوا بها حوض الكرامه مشربا

ولد رسول الله في الشهر الذي نحن فيه وهو شهر ربيع الأول ولكن اختلف في اليوم الذي ولد فيه، فمن الصحابة من يرى أنه ولد في اليوم الثالث، ومنهم من يرى أنه ولد في اليوم الثامن، ومنهم من يرا أنه ولد في اليوم الثاني عشر.

وعلى الإجماع أنه ولد في يوم الإثنين كما صح في مسلم عن أبي قتادة الأنصاري – رضي الله عنه – أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن صوم يوم الإثنين فقال: (فيه ولدتُ وفيه أنزل عليّ).

وليس في ذلك عيداً لا يوم مولده ولا يوم بدء الوحي ولا يوم هجرته ولا في يوم موته، لأن الأعياد مقصورة على ما جاء فيه النص.

ومع هذا لا يمنع من أن يكون للمسلمين مناسبات وفيها أيام مخصوصة بالعبادات، ويوم مولد النبي عليه الصلاة والسلام من المناسبات السارة ومن النعم العظيمة وفيه عبادة خاصة وهي الصوم كما ثبت في الحديث أنه قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة فوجد اليهود يصومون اليوم العاشر من شهر المحرم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ( أنا أحق بموسى منكم فصامه وأمر بصيامه).

فصوم يوم عاشورا هو شكراً على مناسبة سارة ونعمة عظيمة وهي نجاة سيدنا موسى من فرعون وجنوده.

ولا يصح أن نبتدع في هذا اليوم ونقول فيه عيداً، وفي المقابل علينا أن لا نتجاهل ما حصل وحدث في هذا اليوم من مولده عليه الصلاة والسلام.

فلا بد أن نتقيد بالسنة المطهرة وأن لا نتجاوز الحد في ذلك والتوسط في الأمور هو المنهج السوي الذي ارتضاه الله لرسوله، فلا إفراط ولا تفريط.

ولذلك نهانا رسول الله عن إطراءه ونهانا أن نتخذ قبره عيداً، ومع ذلك أوجب الله محبته في أصل الإيمان واحترامه وعلى آل بيته وأصحابه وأزواجه أمهات المؤمنين.

فلا بد من شكر النعم وأن نستذكر سنته وسيرته وشمائله ويجب علينا أن نربي أولادنا على محبته ولا يمكن حبه إلا بمعرفته فالمجهول يحب والذي لا يعرف لا يحب.

من صفاته عليه الصلاة والسلام أنه ليس بالطويل البائن ولابالقصير، وكان حسن الوجه أبيض مليح، وكان رجلاً مربوعاً بعيد ما بين المنكبين، كث اللحية، وكان عظيم الفم، طويل شِق العين منظره أحسن من منظر القمر، وجهه مثل القمر، وخاتم النبوة بين كتفيه وكان يفرق رأسه، ويدهن، ويعفي لحيته ويسرحها، وكان قليل الشيب في رأسه وفي لحيته، وإذا أدهن لم يُر شيبه، كان شيبه نحواً من عشرين شيبه بيضاء، وكان يُحب لبس القميص، وكان يلبس العمامة، والإزار، وكان يُحب الطيب.

ومن صفاته عليه الصلاة والسلام أنه كان يجلس على الأرض، ويأكل على الأرض، وكان يمشي مع الأرملة والمسكين ، والعبد، حتى يقضي له حاجته، وخدمه أنس – رضي الله عنه – عشر سنين قال: (فما قال لي أفّ قط، وما قيل لي لشيء صنعته لِم صنعته، ولا لشيء تركته لِم تركته، وكان من أحسن الناس خلقاً لا مسست خزاً ولا حريراً ولا شيئاً كان ألين من كف رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا شممت مسكاً قط ولا عطراً أطيب من عرق النبي صلى الله عليه الصلاة والسلام).

اللهم إنا نسألك مرافقة نبيك محمداً صلى الله عليه وسلم في الجنة.