عربي وعالمي

الحقوقي المصري جمال عيد: أتوقع سجني .. وشعبية السيسي تنهار وخروج الشعب للشارع وارد

*لا أملك غير “الكيبورد”.. وهم يملكون “الداخلية” والدبابات 

*قانون الجمعيات الأهلية أعدته جهة بوليسية وقدمه نائب برلماني

رغم مداهمة مكتباته وما يتلقاه من تهديدات مجهولة، تحدث الناشط الحقوقي جمال عيد، رئيس الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان، بصوت هادئ ووجه متفائل، مؤكدًا أن النهاية باتت قريبة والقادم مبشّر، حسب وصفه.

“ارحل” كانت هي رسالة “عيد” خلال حواره لـ”المصريون”، مؤكدًا أن مداهمة مكتبات الكرامة رسالة إنذار له وأنه يتلقى رسائل تهديد مجهولة المصدر، وغير مستبعد دخوله السجن.

وتطرق الحوار إلى الأزمات التي لاحقت كلاً من المستشار هشام جنينة، رئيس الجهاز المركزي للمحاسبات، ونقيب الصحفيين يحيي قلاش والدكتورة منى مينا، وآليات الخروج من أزمة قانون الجمعية الأهلية الجديد، وملف رابعة والنهضة. وإلى نص الحوار..

*بداية.. مصر رايحة على فين؟

-صحيح أنا غضبان لكن مش محبط بل بالعكس أنا متفائل، خاصة أن شعبية الرئيس عبدالفتاح السيسي تنهار بشكل واضح والغضب الشعبي يزداد، والاستقرار الموجود حاليًا استقرار واهم، وخروج الشعب للشارع مرة أخرى وارد، علمًا بأنه ليس بالضروري أن القمع يواجه بالتظاهر في الشارع، فكل شعب يبتدع طريقته للحصول على الديمقراطية، وإحنا بنعمل تقارير شهرية عن المسار الديمقراطي الخاص بالدولة حول ما هو متعلق بأحكام القضاء والسجناء والوقفات والاحتجاجات خاصة الاحتجاجات التي انتقلت للتظاهر للأقاليم، ويتضح لنا من خلال تلك التقارير أن الوضع لم يكن سيئًا والشعب سيسعى مرة أخرى للحصول على الديمقراطية التي تظاهر سابقًا من أجلها.

*مداهمة مكتبات الكرامة.. هل هي رسالة تحذير لكم؟

-بالطبع ما حدث هو رسالة تحذير واضحة لي، وتيقنت أن النظام الحالي هو نظام لديه فُجر في الخصومة، خاصة أن مكتبات الكرامة ليس لها صلة أو دخل بحقوق الإنسان وليس لها علاقة بالعمل السياسي، ومداهمة المكتبات قلة من سمعة النظام المصري، لأن هناك منظمات دولية تتابع تلك المكتبات وقرار مداهمتها أغضب الكثير من تلك المنظمات، علمًا بأن قرار المداهمة جاء من قبل جهات عليا؛ لأن الذين قاموا بالمداهمة لم يكن معهم إذن وكل ما أفصحوا به عن سبب غلق المكتبات هو “إحنا بنفذ التعليمات ودي أوامر”.

*هل أنتم في خصومة مع النظام؟

-طبعًا لازم يكون في خصومة بين شخص ديمقراطي ويطالب بالديمقراطية ونظام مستبد لا يعرف غير القمع والتنكيل.

*هل تلقيتم تهديدات قبل مداهمة مكتبات الكرامة؟

-تأتي لي تهديدات مجهولة المصدر، مؤخرًا جالي رسالة غير معرفة من مصدر مجهول كان نصها: “اتلم لنعمل ونسوي فيك”، بس لا أعتقد أن تلك الرسالة لها علاقة بالمداهمة، وكثير من رسائل التهديد تأتي لناس مقربة مني خاصة اللي بيشتغلوا معايا والبعض منهم بتجيلوا استدعاءات غير قانونية”.

*في اعتقادكم أن يأخذ النظام خطوات تصعيدية أخرى تجاهكم؟

-النظام الحالي لديه فُجر في الخصومة وليس ليه سقف وأنا متوقع منه أي إجراء تجاهي عشان كدا أنا مش مستغرب إن ألاقي نفسي فجأة في السجن، بس أنا لا أملك غير “الكيبورد” وشغلي، وهم يملكون الإعلام والدبابات والداخلية.

*لماذا تختبئ المعارضة وراء مصطلحات من عينة “جهة عليا” و”جهة سيادية”؟

-مش جمال عيد اللي يخاف أنا لو عارف الجهة التي وراء غلق مكتبات الكرامة هعلن عنها دون خوف، أنا أعي جيدًا يعني إيه حرية التعبير والصدق في المعلومة، ولو مش عندي معلومة بقول تقديري، ودا يسأل عنه الصحفيون المتواطئون مع النظام، إنما الصحافة المستقلة اللي موجودة على الإنترنت لما بتعرف حاجة بتقول حتى لو كان المتورط فيها المخابرات المصرية مينفعش نعمم.

*الضغوط عليكم كما ذكرتم في حديثكم كثيرة.. هل من الممكن أن تنسحبوا من المشهد الحقوقي والسياسي تجنبًا لتلك الضغوط؟

-أنا بشتغل في مجال حقوق الإنسان بقالي 25 سنة، ومن خلال عملي أتوقع غياب مؤسسة حقوق الإنسان، من الممكن أن تقوم الدولة بغلقها، لكن الشغل الحقوقي ليس قاصرًا على المنظمة، وأتوقع انسحابي ولكن جبريًا يعني إذا اتسجنت مثلاً، إلا إذا اتسجنت وده وارد وإنما طول ما أنا قادر أتكلم هتكلم.

*لماذا لم يعد النظام المصري الحالي يعبأ بالملف الحقوقي مقارنة بنظام مبارك الذي كان يقيم له ألف حساب؟

-“للأسف مصر مليئة بالحقوقيين المتواطئين مع النظام الحالي الذين يُلمّعون ويُجمّلون صورته أمام المجتمعات الأخرى، والقليل من هؤلاء الحقوقيين مازال يعمل بالشرف والأمانة، ويفضل أن يموت من أجل العمل الحقوقي وإحنا نفضل نعيش في خوف ولا نعيش في تواطؤ لذلك يتم الانتقام مننا، علمًا بأن مبارك لم يكن يهتم بملف حقوق الإنسان لكن كان في بعض العقول التي كانت حول مبارك وكنا نختلف معها سياسيًا، وإحنا بالنسبة لهم عملاء وخونة لمشاركتنا في ثورة 25 يناير وده شرف لينا بس إحنا كنا طرف من الأطراف المشاركة ولسنا القادة لتلك الثورة.

*لم تتحرك منظمات حقوق الإنسان لوقف دماء رابعة والنهضة ألا ترى أنها فقدت بذلك مصداقيتها؟

-هذا ليس صحيحًا، منظمات حقوق الإنسان لم تتأخر عن كشف ما حدث بملف ضحايا رابعة والنهضة، ولكن ما حدث هو أن الدولة استعانت بالمنظمات الحقوقية المتواطئة معها لمكان الحادث؛ كي تدلي بتصريحات توافق سياسات الدولة حول طريقة الفض، أما المنظمات المستقلة فهي مازالت تؤكد أن ما حدث في رابعة والنهضة “مذبحة” بس المنظمات دي بتتعرض لحرب لم يساندها فيها أحد لا صحافة ولا إعلام وإحنا مش بنتراجع إحنا بينضغط علينا، وأعتقد أن الشارع المصري ذكي وقادر أن يفرق جيدًا المنظمات المتواطئة مع الدولة والمنظمات التي تسعى للحصول على حقوق الإنسان.

*الرهان على العسكر في إدارة حياة ديمقراطية سليمة.. ألا ترون أنه رهان خاسر؟ وكيف ترون سبل تجاوز الأزمة القائمة في مصر؟

-الحكم العسكري حكم فاشل والرهان عليه رهان خاسر، وأنا أرى أن الشارع المصري في حالة غضب شديدة، رغم زيادة الاستبداد  يومًا بعد يوم، لكن القمع لن يستمر والتغيير قادم.

 

*ما تعقيبكم على الحكم الصادر مؤخرًا بحبس نقيب “الحريات” عامين؟

-دي فضيحة كبرى وهذا دليل على الفجر في الخصومة وفشل النظام الحاكم، لأنه ليس لديه حلول فيستخدم العصا الأمنية عصا القمع والاستبداد واستخدام آلات القمع يدل على قرب النهاية؛ حيث إن النظام فشل في تضليل الشعب المصري من خلال الإعلام فبدأ في استخدام القمع ويكفي قلاش تضامن الصحفيين.

*كيف ترون أزمة الدكتورة منى مينا والتصريحات المعروفة بتصريحات السرنجة؟

-منى مينا عن نقابة الأطباء، وهشام جنينة عن الجهاز المركزي للمحاسبات، ويحيي قلاش عن نقابة الصحفيين”، دي رموز كبيرة وفي رموز غيرهم خرجوا برة مصر لكن كل إجراء بوليسي تقوم به الدولة ضد هؤلاء الرموز تدفع ثمنه من مؤيديها، و”منى” تعاقب على مواقفها دفاعًا عن الديمقراطية وواجبنا الوقوف بجانبها وهي سجينة رأي وأنا اتسجنت معها في عصر مبارك وجمعتنا عربة ترحيلات واحدة.

بما تصفون قانون التظاهر؟

-قانون بوليسي جائر ظالم قمعي مستبد لإسكات المعارضة، والقانون ده ظهر في عصر الرئيس القاضي عدلي منصور ولو قارنا رؤساء مصر في الفترة الأخيرة فعدلي منصور هو الأسوأ لأنه قاضٍ وخطأ الشاطر بعشرة. في أي اتجاه يصوب الإعلام الراهن صوته؟ الإعلام خاضع للدولة ومسيطر عليه من قِبل النظام الحاكم، ومَن يخالف أو يخرج عن النص يكون مصيره مثل عمرو الليثي بعد أن كتب سائق التوكتوك نهايته، والكثير منهم يهلل للدولة وعلى رأسهم أحمد موسى “المخبر” بحسب وصفه، لكن القليل منهم مازال متمسكًا بمهنيته لكن لفظتهم مصر فأصبحوا يتحدثون من الخارج مثل الإعلامي يسري فودة، بالإضافة إلى بعض كتّاب الرأي، وإن كانوا يتعرضون أيضًا لضغوطات من قبل الدولة وحجب بعض مقالاتهم.

*الرسالة التي توجهها لرئيس عبدالفتاح السيسي.. ما فحواها؟

-ارحل.