صحة وجمال

بكتيريا من أعماق البحار تعالج سرطان البروستاتا

نجح باحثون بريطانيون وأوروبيون في توظيف نوع من البكتيريا التي تحيا في أعماق البحار المظلمة وتفرز سمومها عند التعرض إلى الضوء، لمهاجمة الأورام السرطانية بعد تعريضها لشعاع الليزر.

هذا النجاح المتميز تحقق عندما أجرى العلماء أبحاثهم على تطوير علاجات غير جراحية للأورام السرطانية قليلة الخطر، فاكتشفوا إمكانية صنع عقار من هذه البكتيريا يمكنه القضاء على الأورام من دون التأثير على الخلايا السليمة المجاورة لها.

وأطلق على العلاج الجديد اسم «العلاج الضوئي الديناميكي الوعائي الموجه» الذي يتم فيه حقن المصاب بعقار حساس للضوء في داخل مجرى الدم، يتم تنشيطه لاحقا بشعاع الليزر، وذلك بهدف تدمير الأورام الخبيثة فقط في البروستاتا. وتتضمن العملية إدخال 10 ألياف بصرية، يمر عبرها شعاع الليزر، إلى منطقة العجان الواقعة بين الشرج ووعاء الخصيتين لدى الرجال باتجاه البروستاتا المصابة، وعندما يشغل الطبيب الليزر باللون الأحمر، فإنه ينشط العقار ليقضي على الخلايا السرطانية.

ونشر الباحثون نتائجهم في مجلة «لانسيت أنكولوجي» لعلوم السرطان، وقالوا إنهم وجدوا أن نحو نصف المرضى المشاركين (49 في المائة) الذين خضعوا لهذا العلاج شفوا تماما، مقارنة بنسبة 13.5 في المائة في مجموعة ضابطة لم يخضع أفرادها لهذا العلاج.

وقال رئيس فريق البحث البروفسور مارك إمبرتون، عميد كلية العلوم الطبية بجامعة «يونيفرسيتي كوليدج لندن» والاستشاري في المسالك البولية، إن «النتائج أخبار ممتازة للرجال الذين يعانون من أورام خبيثة موضعية في البروستاتا»، ووصف هذا النجاح بأنه قفزة كبرى في علاج سرطان البروستاتا الذي ظل متخلفا لعقود من السنين عن علاجات سرطانات جسدية أخرى مثل سرطان الثدي.

وأشرفت جامعة «يونيفرسيتي كوليدج لندن» على علاج المشاركين في 47 موقعا طبيا في 10 دول أوروبية. وقال الباحثون إن قيام أطباء غير متخصصين بتجربة هذا العلاج وبهذا الشكل الناجح في مراكز صحية غير متخصصة، تعد عملا متميزا. وحسب إمبرتون، فإن نجاح العلاج في تلك الظروف «يعني أنه آمن وسهل التنفيذ نسبيا، وسوف نسعى لتحسينه».