أقلامهم

عقيدتنا في المسيح

عتقد نحن المسلمين أن الله واحد لا شريك له، وأنه لم يلد ولم يولد، وأن عيسى -عليه السلام- عبد الله ورسوله، وأن أمه مريم سيدة نساء العالمين وأطهرهن وأزكاهن، وأن الله نفخ فيها من روحه فحملت بعيسى من دون زوج، وأن عيسى بشر، وليس إلهاً، وأن الله كلّفه بدعوة الناس للتوحيد، وأنزل معه الإنجيل، الذي هو كتاب الله تعالى. كما نؤمن بأن المعجزات التي حصلت على يد عيسى -عليه السلام- هي بإذن الله تعالى وإرادته، قال تعالى: «وَإِذْ قَالَ اللهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِن دُونِ اللهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ…» (المائدة: 116).
كما نؤمن بأن عقيدة التثليث جاءت بعد أن رفع الله عيسى إليه، قال تعالى: «لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللهَ ثَالِثُ ثَلاَثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلاَّ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِن لَّمْ يَنتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ» (المائدة: 73).
والمسلمون يعتقدون أن عيسى -عليه السلام- لم يُصلب ولم يُقتل، وإنما تم صلب شبيهه، بل إن الله تعالى رفع عيسى إليه في السموات العلا، وأنه سينزل في آخر الزمان؛ ليقتل الدجال، ويرفض تسلم الجزية من اليهود، ويحكم الارض بالإسلام، وينشر فيها الأمن والأمان، ويعم السلام أرجاء المعمورة إلى أن يتوفاه الله. قال تعالى: «وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِن شُبِّهَ لَهُمْ» (النساء: 157).
اليوم يدور جدل كبير حول الاحتفالات التي تقام في بلاد المسلمين للمناسبات المسيحية، وهو جدل يتكرر كل عام، ونعتقد أن هناك فرقاً بين إعطاء الحرية للمسيحي ليحتفل بمناسباته وعباداته بخصوصية تامة، وبين أن أفرض هذه العبادات والمظاهر على عموم المسلمين في الكويت، وأنشر أشجار الميلاد التي ترمز إلى تقليد يرفضه الإسلام وينكره في الأماكن العامة، كالجمعيات التعاونية والأسواق والساحات العامة.
الغريب أننا نشاهد ونسمع ونقرأ لبعض أبناء الإسلام عندنا دفاعاً مستميتاً عن هذه المظاهر، ويطالبون بما لم يطالب به المسيحيون أنفسهم! نعم، فالمسيحي عندنا مكتف بحجم الحرية المتاح له لممارسة عبادته، سواء بالكنائس المنتشرة في الكويت أو بالصالات التي تخصص لهذه الأغراض ويتم ترخيصها من الجهات الرسمية، بينما ربعنا شاطين عمرهم ليس حباً بالنصرانية، ولكن مع الأسف كرهاً بكل ما يمت إلى الإسلام ومظاهره وأصالته! وليتهم تكلموا عن التضييق الذي يقع على المسلمين في بلاد النصارى، بل تجد ربعنا أكثر حماساً لنقد الظاهرة الإسلامية من غير المسلمين، لدرجة أنك تقرأ لأحد هؤلاء المنهزمين نفسياً تحليلاً لأي عمل إرهابي بأنه نتيجة التربية على العقيدة الوهابية، ولو سألته ما هي العقيدة الوهابية؟! لوجدته يضرب أخماساً بأسداس! ولذلك لا نستغرب أن يخرج علينا أحد هؤلاء ليقترح علينا فرض الأعياد المسيحية على الكويتيين، بل ونصب الشجرة برموزها الدينية في ساحة الصفاة (!!) أي انتكاسة أكثر من ذلك؟!