عربي وعالمي

الحرب الإعلامية تلتهم ما تبقى بين القاهرة والرياض

“امسك كلابك يا فرعون، فقد وصل السكين للعظم..الإعلام السعودى قد يطحنكم فى ربع ساعة، فاحذر”.. بهذه الكلمات النارية رد مدير تحرير “عكاظ” السعودية على تطاول الإعلام المصرى على المملكة، في الوقت الذي حذر فيه خبير إعلامي من أن الحرب الإعلامية بين مصر والسعودية ليست في مصلحة الطرفين.

وكان الإعلامى محمد علي خير قال في أعقاب زيارة مستشار بالديوان الملكي السعودي لإثيوبيا حيث تفقد مشروع سد النهضة، قائلاً: “إذا استمرت السياسة السعودية مع مصر هكذا، فلا تلوموا إلا أنفسكم”. ودعا عبر برنامجه على قناة “القاهرة والناس” إلى طرد السعوديين من مصر، قائلًا: “إذا كان لنا عمالة هناك فلدينا مليون وربع المليون سعودى هنا”.

كما أبرزت صحيفة “فيتو” مانشيت لتحقيق بعنوان “خيانة الأشقاء”، بتاريخ 20 ديسمبر 2016، اتهمت فيه السعودية بتمويل سد النهضة مكايدة فى مصر. ووصف الدكتور حسن علي، أستاذ الإعلام، ورئيس “جمعية حماية المشاهدين”، الحرب الإعلامية بين مصر والسعودية بأنها “خطأ جسيم يصب فى مصلحة إسرائيل”.

وأضاف، أن هناك مخططًا لتمزيق العرب، والإعلام يساهم بجهله في هذا المخطط. وطالب رئيس جمعية “حماية المشاهدين” الإعلام المصرى، بتهدئة الحرب مع السعودية، قائلاً: “يجب ألا نجعل زيادة التوزيع على حساب الوطن”.

وأكد، أن “العلاقات الدولية تحكمها المصالح، والعلاقات المصرية السعودية قد تسوء فى كثير من الأحيان ولكن المصلحة المشتركة تعيد الأمور إلى مجاريها بين الدولتين”.

فى السياق ذاته، أدان معصوم مرزوق، مساعد وزير الخارجية الأسبق، الحرب الإعلامية بين مصر والسعودية، مؤكدًا أن “إعلام البلدين يصب الزيت على النار ما يشعل الأزمة بين البلدين أكثر”.

وأضاف: “الإعلام المصرى بصفة خاصة أصبح يرتكب العديد من المهازل فى الفترة الأخيرة وأخطرها زعزعة العلاقات المصرية السعودية”.

وأكد مرزوق، أن “أزمة الحرب الإعلامية بين مصر والسعودية حلها فى يد النظام”، مشيرًا إلى أن “الإعلام يأخذ تعليماته من الأجهزة الأمنية وبالتالى إذا كان هناك إرادة سياسية لإنهاء الحرب ستنتهى فى الحال”.

وتسبب اختلاف الرؤى بين مصر والسعودية، حول الملفين السوري واليمني، في توتر العلاقة بين البلدين، خاصة بعدما صوتت مصر لصالح مشروع القرار الروسي في مجلس الأمن الدولي بشأن الأزمة السورية، وهو ما دفع المندوب السعودي لدى الأمم المتحدة عبد الله المعلمي إلى وصف موقف مصر بـ “المؤلم”.

وأوقفت شركة أرامكو السعودية إمدادات البترول المقررة لمصر منذ أكتوبر الماضي، والتي تقدر بـ700 ألف طن، بموجب اتفاقية وقعها الملك سلمان في أثناء زيارته للقاهرة، في أبريل الماضي.

وعادة ما توصف العلاقات المصرية السعودية بأنها جيدة، وظهر دعم المملكة بشكل كبير للقاهرة منذ نهاية صيف عام 2013، عقب الإطاحة بالرئيس الأسبق محمد مرسي، وقدمت لها مساعدات مالية وتسهيلات اقتصادية بملايين الدولارات.