كتاب سبر

الثورة السورية.. إلياذة عربية إسلامية خالدة

الثورة السورية ، إلياذة يجب أن تخلد في التاريخ.. شعب وقف كل العالم ضده ، ما بين عدو.. ومتآمر.. ومتفرج.. وخائن.. وخانع، شعب أعزل استعملت ضده جميع الأسلحة الثقيلة والطائرات وقنابل الفوسفور وبراميل البارود.. شعب يرى أمامه الأطفال والنساء والعجائز يُحرقون وتتمزق اشلاؤهم ومع ذلك ظل صابرا لا يشتكي عجزه وضعفه إلا إلى الله.

وبين الشعب وبين الإجرام العالمي، وقف مجاميع من المجاهدين (رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه) مجاميع من المجاهدين، وقفوا بصدورهم أمام ترسانة عالمية، أمام جيوش متطورة، أمام طائرات وأنواع من الصواريخ.. وقفوا وهم يخاطبون أنفسهم ويصبرونها: ” وَقَوْلِي كلَّما جَشَأَتْ وجاشَتْ ** مَكانَكِ، تُحْمَدِي أَو تَسْتَرِيحِي”! .. مجاهدون من طباعهم ثبات الجبال، بل جباههم تناطح شم الجبال، ويحملون على عاتقهم نصرة المستضعفين ، وأمامهم جيوش العدو بعدته وعتاده ، ومن حولهم يتفرج الخانعون من حكومات العرب والمسلمين، وفي ظهره يطعنه الخونة من العرب ومن أبناء جلدتهم … فأي ثبات أسطوري هذا ؟!!

فهل تكفي هذه الملحمة الأسطورية أن تكون عنوانا للثورة السورية ؟ هل تستحق إلياذة تخلدها مكتوبة بسطور من صبر وصمود وكفاح ؟