آراؤهم

استنساخ الشخصيات!

( ماشاء الله نفس طبع أبوه ) أو ( ماشاء الله طالعه على أمها ) نسمع هذه الجملة كثيرا، ونفخر تجاهها، ونطمع بالمزيد من التقليد، ولكن في بعض الأمور نأخذ الصفات السلبية أكثر من الإيجابية، أو حين نأخذ كلمات فكاهية و نستخدمها في حياتنا لا شعورياً، ولن ندرك ذلك إلا بعد أن يخبرنا أحد بأن هذه الكلمة فلان الذي ألفها، ولكن هل كل طبع من أي أب أو أي شخص مجرد تقليده هو شي جيد ؟ و ماذا يترتب بعد ذلك ؟.

منذ الصغر إلى الآن نقوم بأفعال لا نستوعب أنها مقتبسة من بعض الاشخاص، فهنالك العديد من الأمور التي يقوم بها آباؤنا أو أمهاتنا أو أشخاص كانوا في حياتنا نفعلها و نحن لا نعلم. مجرد أنهم نضجوا معنا.

جميعنا يعلم اذا تحدث شخص نفس طريقة والده بالكلام، او تقليد لبسه، أو تقليد أطباعه، أو تقليد تصرفاته أو تقليد بعض الكلمات الخاصة فيه، حتى طريقة تسريحة الشعر و اللحية ، أو حتى إن قام بتقليد كلامه و اسلوبه، من الطبيعي سيفرح أباه بذلك و سيتفاخر بهذا النوع من الإستنساخ الذي يحصل لإبنه، و هناك بعض الآباء يريدون من ابناءهم ان يشابهونهم بنسبة ١٠٠٪‏، أمر طبيعي أيضاً لجميع الأباء، ولكن إلى متئ هذا التقليد ؟ و إلى أين سيصل ؟

هل بعد ان يصبح هذا الشخص مسيرا على طريقة شخص ما ؟، او بعد ان يمحوا تفكيره بتفكير شخص معين مجرد أنه يريد هذا الشخص أن يفخر به؟ او بعد ان يصبح هذا الشخص بلا شخصية و لا يعلم ماذا يفعل في أمور لا يعلم طريقة تصرف والده؟ أو تحبيبه بأمور هو لا يعلم بها أصلاً !؟، او بعد انخراطه في دائرة تقمع حرياته و تصرفاته ؟ او بعد استغلال هذا الشخص بأمور قد تكون خطرة؟، او بعد أن يصبح هذا الشخص بلا عقل و بلا تفكير وضعيف الشخصية ولا يستطيع تدبير نفسه؟، ولا يستطيع تكوين نفسه لمواجهة الدنيا و مشاكلها؟

يجب على الجميع أن يكونوا مختلفين عن غيرهم، ولا أعني هنا يجب عليك أن تغير نفسك او تفكيرك على حسب الشخص الذي يقف أمامك، قم بأخذ ” صفة ” جميلة من غيرك ولا تأخذ الأمور السلبية، عِش بطريقتك ولاتعش بطريقتهم، كن مختلفا عن تفكيرهم للأفضل، كن مختلف عن طريقتهم للأفضل، كن مختلف عن رأيهم للافضل، كن مختلف عن أسلوب طرحهم للأفضل، كن أنت الشخص الذي يضرب فيه المثل في عدة أمور ناجحة، فقط كُن ( أنت ) ولا تكن هو أو هي أو هم أو هؤلاء، و ليكن عقلك و تفكريك المختلف هو سلاحك، وليكن لسانك و أسلوبك المختلف هو حمايتك، و لتكن بصمتك الناجحة و انجازاتك المختفلة هي الوقود لك لتبحر في عالم الإنجاز، و لتفخر بنفسك أنت ولا تفخر بغيرك.

أخلصك؟: لا تستنسخ شخصية شخصٍ ما لتكون نفسه أو مجرد أنه شخص ناجح أو ذو شخصية جميلة أو رهيبة، ولا تقيس الشخصية بناء على شكل الشخص الذي أمامك، فكم من شخص كثير الثرثرة ولكن ضعيف الشخصية ، و كم من إمرأه جميلة المظهر ولكن بلا شخصية ، لا تكوني تلك الجميلة بلا شخصية ، ولا تكن ذلك الثرثار ضعيف الشخصية ، لكل إنسان ميزة و بداخلة شخصية جوهرية ، لا تكن كالقطيع بلا هوية أو شخصية ولا تجعل غيرك يفرض شخصيته عليك لتكن مثله، لا تكن كحطب الدامة يتحكمون بك بسهولة لأنك محوت شخصيتك وعقلك و كل شي جميل بداخلك، يجب عليك أن تتعمق في نفسك و أن تبحث عن مفتاح شخصيتك و كيف تكونها، والتفكير في تميز نجاحك و لتكن فخوراً بنفسك و بإنجازاتك الغير مكرره ، و أن تكون قادر علئ تحمل مطبات الدنيا.

أحرُف : محمد غضنفر