آراؤهم

صورني وأنا مادري

مساعدة الأشخاص أمر جداً جميل و يهذب النفس، خصوصاً إذا كانت المساعدة لشخص مجهول الهوية، لا تعرف عنه شي ولا يقرب لك بأي صلة، و هذه الأنواع من المساعدات موجودة في مجتمعاتنا العربية لله الحمد ، ولكن هل كل عمل خيري أو إنساني يأتي بلا مقابل !؟، علئ سبيل المثال ؛ في الطريق حين تصادف عامل نظافة، أو مجموعة أشخاص يقومون ببناء مبنئ معين، أو إمرأة تعطلت مركبتها في الطريق ، أو رجل كبير في السن يريد أن يعبر الشارع.

البعض حين يريد أن يقوم بمساعدة عامل النظافة يقدم له عبوة من الماء له، ثم يأمر صديقة بتصويره ( چنه مايدري ) و يقوم بنشرها في مواقع التواصل الإجتماعي و يطلب من العامل أن يشكره!، و كثير من الاشخاص يقومون بتوزيع وجبات الغداء للعمال و يقومون بتصويرهم و نشرها (چنهم مايدرون ) أيضاً، نفس الشخص الذي قام بشراء عبوة الماء يذهب لمساعدة ذلك الكبير في السن أيضاً، و سترئ ذلك الشخص المتخفي الذي يقوم بتصويرهم من جهة أخرئ ( چنه مايدري ) و يتم نشرها في مواقع التواصل الإجتماعي أيضاً !، و عندما يرئ إمرأة تعطلت مركبتها في الطريق يتم إعادة نفس السيناريو المتكرر لحظة قيامه بالمساعدة الأكذوبية ( چنه مايدري ) و يتم التقاط صور له و ينشرها ليستعرض عند الجميع أنه قام بعمل إنساني و عمل خيري لوجه الله.

الخير هو نقيض الشر ، و لكي نحكم على أي عمل بأنه خير، ينبغي أن يكون هذا العمل خيرًا في ذاته، وخيرًا في وسيلته. وخيرا في هدفه، وبقدر الإمكان يكون أيضًا خيرا في نتيجته، و للأسف أصبحت هذه الأعمال الخيرية فقط للتباهي بها و طريقة جديدة للشهرة يستغلها البعض، الأعمال الإنسانية أو الخيرية هي عمل من شخص إلى شخص ، من القلب إلى القلب، من إنسان إلى إنسان من دون مقابل، ولا أعني هنا يجب أن يكون المقابل مادي أو مصلحة معينة تفيد الطرف الأخر، بل أعني من غير أن تُشهر نفسك لهذه الأعمال، من غير أن تتكلم بتلك المساعدات عند الجميع، من غير أن تذُل الشخص بعد مساعدتك له بأنك أنت الذي فعلت و فعلت و فعلت له وأن لولاك لن يأتي إنسان آخر و يلبي نداء المساعدة له ، و من غير أن تستغل حاجتهم لك في أمور إستعراضية و تافهة لك، و من غير أن تزرع في ذاتك تلك الأمور الخبيثة التي تنافي جميع مبادئ الأعمال الخيرية .

أخلصك؟؛ قم بتلك الأعمال الرائعة و الطيبة ، قم بمساعدة الأشخاص بدافع الحب و العطاء و فعل الخير،اذا عملت خيرا فاستره، واذا نلت خيرا فانشره، لا تستغل موقفك لهم لأمور تافهة و ليست لها أهمية ، دع الناس يتحدثون عنك بحسن خُلق ، تحلئ بالسمعة الطيبة حين يقولون ” فلان قدم ” و ” فلان ساعد “، لا تمدح نفسك بنفسك ، دعهم هم الذين يناشدون بأسمك و يتحدثون عنك بكل خير بأنك أنت الذي من قمت بتلك الأمور البسيطة و لكن كبيرة عند الطرف الأخر و تكون فعلاً مساعدة من باب الإنسانية ، كُن أبيض القلب مُحب الخير للجميع، لأن سيأتي ذلك اليوم الذي تبحث فيه عن إنسان يرد الجميل لك ، ولن تجد من يساندك أو يقف معك ، لأنك لم تقم بتلك الأمور بحسن نية ، حب لأخيك ماتحبه لنفسك، لن تستفيد من الصعود علئ أكتافهم لتحصل علئ شهرتك إن لم تكن محسن لذاتك، اخرج إلى العالم وكون انسانا جيدا، ولكن الأهم ان تخرج الى العالم وتفعل الخير ( علئ قولتهم : الواحد شنو ماخذ من الدنيا غير السمعة الطيبة ).

 

أحرُف
محمد غضنفر

تعليق واحد

  • احسنت على المقالة وبها تذكير بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم عن احد السبعة الذين يظلهم الله بظله (ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه) .

أضغط هنا لإضافة تعليق