كتاب سبر

البلدية.. ومبرة السعد للمعرفة

شعرت الولايات المتحدة الأمريكية بخطورة تراكم النفايات الإلكترونية قبل أكثر من ثلاثين سنة، وهو حال كثير من الدول المتقدمة، كونهم موطن النهضة الإلكترونية. وهذه الثورة التقنية ينتج عنها مخلفات في كل لحظة في العالم مما جعلها أكثر النفايات نموا.

حرصت الدول المتقدمة على إيجاد حلولا واستراتيجيات لتحسن التعامل مع هذه النفايات كونها تحتوي على مواد سامة تضر صحة الإنسان والبيئة كما أنها تحتوي على كثير من المعادن الثمينة والمواد القيمة التي ممكن إعادة معالجتها وادخالها في السوق مرة أخرى.

ففي عام 1998 استطاعت أمريكا استخراج ما يقارب 19900 طن من الستيل و4600 طن من النحاس و4500 طن من الألمنيوم وما يعادل طن من الذهب والفضة من النفايات الإلكترونية.

وعندنا، تعاني البلدية بفقدانها الإدارة المتكاملة للنفايات بشكل عام والنفايات الالكترونية على وجه الخصوص.

للأسف، تتعامل بلدية الكويت مع النفايات وفق طرق لم تتغير منذ أكثر من خمسين عاما والمقتصرة على عمليات تجميع عشوائية ومن ثم عمليات ردم عامة!!!

لقد امتلأت صحراؤنا بمرادم النفايات حيث تم امتلاء ما يزيد عن 13 مردما بمساحة تزيد عن 45 كيلو متر مربع وشغالين في ثلاث مرادم منها مردم الجهراء الواقع خلف واحة الغانم والذي أصبح جبلا بسبب عمليات الردم.

والتعامل السلبي مع النفايات يعرض البلد لكثير من الخسائر بسبب ما تحتويه الكثير من النفايات. وما يجعلنا نتحسر أكثر عندما نجد النفايات الإلكترونية غائبة عن الاهتمامات الحكومية وهي التي تحتوي على معادن ثمينة كما أنها تحتوي على معلومات سرية وذات خصوصية سواء لمؤسسات الدولة المختلفة أو القطاعات الخاصة، أو حتى على مستوى الأفراد.

معظم مؤسسات الدولة تغير أجهزة الحاسوب بمعدل كل ثلاث سنوات، وتسلمها لوزارة المالية لتعرضها بمزاد بخس بما تحمله هذه الأجهزة من مكونات مادية ومعلومات قيمة لتدخل في دوامة السوق السوداء قليل منها ما يحسن استخدامه.

أعجبني ما تقدمه مبادرة إبتكار الكويت من جوانب قيمة كثيرة لطلبة المدارس، والتي تشرف عليها مبرة السعد للمعرفة والبحث العلمي.

تتركز هذه المبادرة في التعليم والتدريب بأهمية النفايات الالكترونية ومن ثم المنافسة بمسابقات محلية وخليجية في كيفية انتاج وتركيب منتجات بيئية وعملية من قطع النفايات الالكترونية.

جميل أن تكون هذه المبادرة المميزة جزء من الحل بتطبيقها العلمي والعملي لتسلط الضوء على الاهتمام بالنفايات الالكترونية، وكلنا ثقة بنجاح هذا النوع من المبادرات التي عادة يكون خلفها أشخاص وطنيون يجعلون حبهم لبلدهم واقعا ملموسا من خلال وضع الحلول العملية وغرس المفاهيم الوطنية والبيئية لأبناؤنا وبناتنا ليكونوا الاسثتمار الحقيقي نحو نهضة بلدنا ولمستقبلها المشرق.

2 تعليقات

  • الحقيقة المره ماتطرق اليه الكاتب. هدر قيمة مضافة للبلد وحفاظ على البيئة والأمن المعلوماتي.. حقيقة يجب اتخاذ خطوات عملية جادة لان نمو مثل هذه النفايات مستمر في النمو… موضوع رائع وجميل

أضغط هنا لإضافة تعليق