أقلامهم

ومن الكره ما قتل

كل يوم تؤكد لنا الايام سقوطا جديدا للتيار الليبرالي الخليجي، فبعد السقوط المدوي لهذا التيار في موقفه المشين من مذبحة رابعة وتسلسل المواقف المتخاذلة له بعد احداث ثورات الشعوب ضد الانظمة الدكتاتورية وتأييد أساليب القمع وتقييد الحريات التي مارستها الثورة المضادة ضد الثوار، بعد كل ذلك يواجه التيار الليبرالي بوجهيه القومي والعلماني اختبار الموقف من الخصوم السياسيين لدول الخليج، وعلى رأسهم النظام المصري، الذي اتخذ مواقف متناقضة مع مصالح دول الخليج في اليمن وسوريا، ومنافياً للمصلحة القومية العربية في موضوع فلسطين!

ومع الاسف، بدلاً من ان ينتفض هذا التيار الخليجي للدفاع عن مواقف دوله الوطنية في دعم جهاد ونضال الشعب السوري وفي تأييد عاصفة الحزم لطرد الحوثيين من صنعاء وتأمين حدود المملكة الجنوبية، نجده يجد المبررات لهؤلاء الخصوم في موقف مائع لا لون له ولا طعم بل رائحة من الكره لخصومه السياسيين تزكم الانوف! ولعل القاصمة جاءت بعد حكم محكمة النقض المصرية بالغاء معاهدة الحدود التي استردت بها المملكة العربية السعودية جزيرتي تيران وصنافير، حيث شاهدنا المواقف المتخاذلة من بقايا هذا التيار المتهالك وتخفيف ردات الفعل الخليجية الغاضبة من هذه الأحكام، حتى حاول بعضهم اظهار المشكلة بأنها من فعل الاخوان المسلمين الذين – حسب خزعبلاتهم- يتصيدون في المياه العكرة، انه الكره للاخوان الذي اعمى بصيرتهم وجعلهم يصورون الامور وفق ما يكرهون لا لما يشاهدون! والغريب انهم ما زالوا يملؤون الاعلام الخليجي بآرائهم وافكارهم من دون خجل من هذا السقوط الكبير لمبادئهم التي يطنطنون بها صباح مساء! بينما العقل والمنطق يقولان انهم يجب الا يتكلموا عندما يكون الموضوع مرتبطا بالمبادئ والمواقف الوطنية!

ديموقراطية أميركا
بكى الرئيس الاميركي اوباما او تباكى على الديموقراطية، وأوصى شعبه في خطاب الوداع ان يحافظ على ديموقراطيته، وانا حقيقةً لا أدري عن أي ديموقراطية يتحدث رئيس غوانتانامو!
لقد أثبتت الحوادث في سنوات عهده اللاميمون ان الديموقراطية عند أميركا وعند الغرب سواء بسواء هي قضية نسبية، تخضع للزمان والمكان، وان المبادئ الديموقراطية يجب المحافظة عليها ان كانت متعلّقة بدولهم. اما ان كانت مرتبطة بدول العالم الثالث، فالمحافظة يجب ان تكون لمصالحهم وان كانت الدكتاتورية وسيلة لذلك!
هذا ما رأيناه في سياسة أميركا مع ايران والعراق وسوريا، وهذا ما شاهدناه في دعم الانظمة القمعية في بعض دول المنطقة وماينمار، واليوم تسعى اميركا لشيطنة أكثر الجماعات الاسلامية وسطية واعتدالا بعد ان أوجدت داعش التي حان وقت القضاء عليها بعد انتهاء مهمتها!
مشكلتنا كعرب.. اننا ندرك هذه الحقائق، ولكننا ولكوننا أمة لا تملك من أمرها شيئاً، فاننا لا نجيد الا التذمر ولعن الظلام!