منوعات

«السيسر» مدخنة التهوية في المطبخ الكويتي القديم

للمطبخ في البيوت الكويتية القديمة تصاميم تماشت مع البيئة المحيطة بأركان وأجزاء، منحت المرأة الكويتية قدرة أكبر كي تتأقلم مع ظروفها وتتغلب على طبيعة البلاد المناخية ومن ضمن هذه الاجزاء المهمة «السيسر» عامود التهوية فوق أسطح المنازل قديما.

وحول ذلك قال الباحث في التراث الكويتي صالح المذن في لقاء مع وكالة الانباء الكويتية، ان السيسر الذي يشيده «البناي» هو عبارة عن قوائم تبنى في المطبخ وترتفع الى السقف بارتفاع لا يتعدى المتر الواحد «نحو 60 سنتيمترا»، مكونة من أربع مندات «أعمدة» مبنية من صخر البحر وفي نهايتها فتحات أربع لخروج الهواء الساخن.

مسار محدد
وأوضح الباحث المذن أن «السيسر» مهمته الاساسية تتركز في تكوين مسار محدد لخروج الهواء الساخن والسنون «الدخان»، والهواء الحار من المطبخ الى الفضاء، مشيرا الى أن فوهة «السيسر» تغطى بـ «الطربوش» وهو غطاء صغير مصنوع اما من التنك «المعدن» أو الباسجيل «الخشب».

واضاف ان شكل الغطاء اما ان يكون هرميا أو مسطحا، حيث يتم تثبيت هذه القطعة من خلال صخرة كبيرة توضع عليها وكان الغرض من تغطية قمة «السيسر» هو منع تدفق مياه الأمطار الى داخل المطبخ.

وبين المذن انه لا يشترط وجود «السيسر»، في كل مطابخ البيوت الكويتية قديما لان ذلك يعتمد على المقدرة المالية لصاحب البيت وبديلا عن «السيسر» تجد في مطبخ البيت الكويتي القديم، فتحة صغيرة في جدار المطبخ أو نافذة مربعة الشكل يطلق عليها باللهجة الكويتية «الكتيبة».

وأضاف انه بالإضافة الى «الكتيبة» توجد فتحة فوق باب المطبخ تثبت داخلها قضبان حديدية، وتغطى بقطعة شبكية لدخول الهواء بغرض التهوية وأيضا لخروج الدخان المنبعث من شب الحطب أثناء الطبخ.

وقال أن هناك فرقا بين «السيسر» و«الباقدير»، حيث يلتبس الأمر عند الكثير من الناس فالباقدير «الباكدير» عبارة عن برج بارز او مصد على اسطح المنازل يصطدم به الهواء ليدخل الى غرف المنزل ويلطف حرارتها في فصل الصيف وهو يعادل التكييف المركزي في الوقت الحالي حيث تنصب مهمته على إدخال الهواء البارد الى أرجاء المنزل.

جالب الهواء
ويقول عدد من الباحثين ان «الباقدير» هي تعريب للكلمة الفارسية «بادكير» التي تعني «جالب الهواء»، وتتكون من كلمتين «باد» و«كير».

وأوضح المذن ان «الباقدير» يتشكل من حواجز في أعلى سطح البيت لها فتحات تسمح بدخول الهواء الى غرف المنزل ليمر الهواء عبرها الى الاسفل ويخرج من «الروشنة» التي توجد على أطراف اسقف غرف البيت، مشيرا الى وجود نوع اخر من «الباقدير» في «لحية السطح» لمن يريد النوم في السطح فيتمتع بمرور الهواء البارد.

وتطرق الباحث الى اعمال الفنان الكويتي الراحل ايوب حسين -رحمه الله – الذي اظهر من خلال رسوماته تفاصيل هندسية يغفل عنها الكثير فرسم بريشة الفنان المبدع أشكال «السيسر» ومواقعه وكذلك «الباقدير».