آراؤهم

عطّالي بطّالي

الكويت تعتبر من الدول الغنية و تمتلك دخلا ماديا قويا، لكن لا يوجد تنسيق من قبل الحكومة لتوظيف مخرجات تعليمها، وليس هناك موازنة بين مخرجات التعليم وسوق العمل، و مشاكل كثيرة يواجهها المواطن الباحث عن وظيفة معينة، إذا لم يتوظف هذا الشخص حديث التخرج فإن من الصعب أن تتكون عنده القدرة على الزواج أو يكون مسئول عن أسرته، و الحل الوحيد لتفادي المشكلة في هذا الوقت هو ” الواسطة “، اذا لديك الشخص الذي يستطيع من خلال علاقاته أو من أجل مصلحة معينة أن يتكفل بتوظيفك فأنت شخص محظوظ، و أصبحوا المرشحين قبل أن يدخلوا قبة عبدالله السالم تصبح وعودهم للناخبين هي ” الواسطة ” ، والشعب أصبح يختار المرشح بناء علئ كثرة ” الواسطات ” التي سيقدمها للناخبين وليس على تنمية الدولة أو تسهيل القرارات و القوانين للمواطنين في أمور أساسية و مهمة، فالبطالة نوعان ” بطالة إختيارية ” و ” بطالة إجبارية “.

البطالة الإختيارية هي الحالة التي يتعطل فيها العامل بإرادته و ذلك عن طريق تقديم استقالته عن العمل لأنه يبحث عن وظيفة أفضل تناسب شهادته و خبرته، وأيضاً الشخص الذي تتوفر له الوظيفة ولكن لا تناسب خبرته أو مجالة الدراسي، فيصبح هذا الشخص عاطلاً عن العمل، لأن جميع الوظائف أصبحت ممتلئة بالوافدين و أشخاص لا يستحقون أن يكونوا فيها، ولن يتوفر للمواطن عمل يناسبه، والكثير من الأسباب نفس هذه الحالات تعتبر تعطيل إختياري.

أما البطالة الإجباربة هي ‫إرغام حديث التخرج أو الباحث عن الوظيفة على التعطل و الجلوس في المنزل على رغم أنه راغب في العمل و قادر و متقبل مستوى الأجر من أي عمل ، مثال علئ ذلك ؛ حين يتخرج شخص بشهادة من كلية معينة و لن يستطيع أن يتوظف بأي مكان سواء تناسب شهادته أو لا ، وأيضاً الكثير من الأسباب التي تجعل هذا الشخص لا يستطيع العمل بأي مكان ، هذه الحالات تعتبر تعطيلا إجباريا .

معضم الشباب يشكلون جهة ضغط على الحكومة للحصول على فرص وظيفية و حقهم في هذا البلد لتوفير فرص عمل لهم، و أيضاً انخفضت الثقة بالقطاع الخاص بعد الأزمة الإقتصادية الرأسمالية في سنة ٢٠٠٨ ، وأيضاً لن يشعروا بالإستقرار مادامت هذه القطاعات يتحكمها أشخاص معينة قد يكونوا سبباً في إستقالة العديد من الموظفين أو حتى طردهم من الوظيفة بسبب قد يكون تافها، جميع العاطلين عن العمل لم يجدوا جهة معينة تتبنى جميع قضاياهم ، فأصبحوا شبانا عاطلين عن العمل.

أخلصك ؟ في هذا الوقت من الصعب أن تجد وظيفة تُرضيك و تُرضي طموحك، فكم من شباب و شابات الكويت تخرجوا من أفضل الجامعات و حصلوا على أفضل الشهادات و حالياً يجلسون في المنزل بلا وظيفة، فإذا توفرت الفرصة لك بأن تتوظف بمكان قد لا يناسبك ولا يناسب شهادتك و خبرتك، إغتنم هذه الفرصة، فكويت اليوم ليست كويت الأمس التي توفر لجميع مخرجاتها فرص للعمل .

أحــرُف : محمد غضنفر