منوعات

“تايتنك سعودية” على شاطئ تبوك

لا تهدأ الطرق الموصلة إلى شواطئ منطقة تبوك في شمال السعودية من قوافل العابرين عليها، في حركة شبه دائمة على مدار الأسبوع، وصولًا إلى شواطئ حقل والشيخ حميد، غايتهم رؤية تايتنك السعودية والطائرة البرمائية، اللتين أصبحتا بحطامهما موقع جذب للسيّاح الزائرين لمنطقة تبوك.

تعددت القصص والروايات حتى اللحظة حول السفينة الغارقة على شاطئ تبوك منذ ربع قرن، والتي أطلق عليها السكان المحليون اسم “تايتنك السعودية”، كما لم تظهر أي معلومات موثقة حول مصدر الطائرة البرمائية، الرابض حطامها على شاطئ الشيخ حميد منذ خمسين عامًا، وهو ما فتح مجالًا لانتشار العديد من القصص الخرافية.

السفينة باتت عامل جذب للأنشطة السياحية

تقع شواطئ “حقل” و”الشيخ حميد” ضمن منطقة تبوك الإدارية في شمال السعودية، وهي مناطق تزخر بحزمة كبيرة من المناطق الجاذبة، دعمها موقعها الاستراتيجي، حيث تتوسط الأردن ومصر، وتقع بين بداية خليج العقبة، ونهاية البحر الأحمر، مما جعلها البوابة الدولية للمسافرين القادمين من تلك المناطق والمغادرين إليها.

متسللة أم من بقايا الحرب؟
الخبير السياحي، محمود البكر، أوضح أن “تاتينك السعودية” لفظت أنفاسها الأخيرة على شواطئ تبوك في نهاية السبعينات، مشيرًا في حديثه لـ”إيلاف” إلى أنّ المعلومات المتوافرة حولها، تقول إنها “سفينة يونانية ارتطمت بالشعب المرجانية، مما تسبب في مكوثها هنا، ولم تذكر المعلومات مصير ركابها أو لماذا جاءت، بعضهم يقول إنها جاءت متسللة، وبعضهم يقول إنها من بقايا الحرب العالمية”.
وبيّن أن هيئة السياحة والآثار قامت بإدراج الشاطئ المطل على “تايتنك السعودية” كأحد المسارات السياحية المعتمدة للزوار، بعدما فرضت السفينة بحطامها وبقاياها نفسها وباتت محط اهتمام الزوار والوفود الخارجية التي تستقبلهم منطقة تبوك.

وقال البكر إن حطام السفينة أصبح عامل جذب للكثير من السيّاح، الذين يقصدون شاطئ الحقل لمشاهدة السفينة خصيصًا، والتقاط الصور التذكارية قربها.

لم تذكر المعلومات مصير ركاب السفينة الغارقة

طائرة برمائية غريبة
وعلى مسافة 150 كيلو متر من “تايتنك السعودية”، وتحديدًا في شاطئ الشيخ حميد، يربض حطام آخر، يعود إلى طائرة برمائية، يحاك حولها الكثير من القصص والخرافات، فبعض الأهالي يقولون إن الطائرة لفظها الشاطئ، بعدما كان ابتلعها من مكان آخر، وآخرون يقولون إنها تعود إلى ثري أجنبي، كان يتجول حول العالم بطائرته الخاصة، قبل أن تتعطل في هذا المكان من ساحل البحر الأحمر.

الطائرة البرمائية قد تعود إلى ثري بريطاني

وأكد البكر أن موقع الطائرة لا تنقطع عنه قوافل الزوار الذين يقفون أمام حطامها، والأسئلة تحاصرهم من كل مكان عن سبب وجودها في هذا المكان النائي، مشيرًا إلى أن بعض المعلومات تقول إنها طائرة خاصة تعود إلى ثري بريطاني حط مع عائلته في هذا المكان للاستمتاع بوقته، وعند هبوط الطائرة أصيبت بعطل، ولم يتمكنوا من إصلاحها ـ حيث غادروا المكان، تاركين خلفهم الكثير من الأسرار.

البكر أوضح أن هبوط الطائرة في هذا المكان تحديدًا يعود إلى جمال شاطئ الشيخ حميد، والذي يعتبر من أجمل شواطئ المنطقة، حيث يشهد إقبالًا كبيرًا من هواة السباحة والغوص وصيادي الأسماك، مبينًا أن هذه المنطقة موعودة بنقلة حضارية، حيث إنها مرشحة لأن تكون منطلقًا لجسر الملك سلمان بن عبدالعزيز البري، الرابط بين مصر والسعودية، والذي سيكون ممرًا حركة الأفراد والبضائع.