عربي وعالمي

مصر: 5 فزاعات أخمدت ذكرى “ثورة يناير”

“الهدوء سيد الموقف” كلمات تلخص حال البلاد قبل أيام قليلة من الذكرى السادسة لـ«ثورة 25 يناير»، كل محافظات الجمهورية الآن ليست كما كانت منذ ست سنوات، فالجماهير التي خرجت في عام 2011 بعد صمت قارب على الثلاثين عامًا رفضًا لأوضاع اجتماعية واقتصادية وسياسية وأمنية لم يعد لها وجود الآن على أرض الواقع.

فبرغم من أن كل ذكرى لـ”ثورة يناير” كانت يسبقها دعوات للنزول والتظاهر حتى لو لم تأت ثمارها، إلا أن الذكرى السادسة اختلفت عن سابقيها في عدم الدعوات للنزول للتظاهر حتى ولو على مواقع التواصل الاجتماعي، فلا دعوات ولا منشورات ولا صفحات تحفيزية من شأنها حث المواطنين على النزول، الأمر الذي دفع البعض لطرح التساؤلات عن أسباب عدم الدعوات للتظاهر بالرغم من تردي الأوضاع على كافة الأصعدة بالمقارنة بما سبقها من ذكريات؟!.

في السياق السابق، قال الدكتور عمرو هاشم ربيع نائب رئيس مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن عدم وجود دعوات للنزول في الذكرى السادسة لـ”25 يناير” يرجع للعديد من الأسباب، منها “الدوخة” التي أصابت المواطن جراء المشاكل الموجودة حاليًا، قائلاً:”الناس مخبوطة على دماغها ومحدش فايق لحاجة إلا لأكل العيش”.

وأضاف ربيع لـ”المصريون”، أن اليأس الذي أصاب الشعب بعد كل هذه التظاهرات التي لم تأت بنتائج إيجابية جعلته يفقد الأمل في أي تظاهرات، كما أن قانون التظاهر الذي تم إعداده خلق حالة من الترهيب لدى المواطن.

وأشار إلى أن الفزع من الانفلات الأمني، الذي أعقب ثورة يناير، وضياع حقوق مَن قُتل، وما آلت إليه أوضاع النشطاء السياسيين خوّف الكثير على نفسه، ما جعله يُؤّثر السلامة، متابعًا:” ما حدث لجماعة الإخوان المسلمين منذ 3 يوليو 2013 وحتى الآن عمل على وجود حالة من الترهيب والخوف لدى قطاع عريض من الشعب”.

وفي أكتوبر الماضي، نشر مركز ستراتفور الاستخباراتي الأمريكي للأبحاث الاستراتيجية والأمنية، ورقة بحثية أكد فيها أن المصريين لن يخرجوا على السلطة القائمة مهما تزايد غضبهم منها.

وأضاف المركز الاستخباراتي الأمريكي، في ورقته البحثية، أن المواطن المصري لديه إيمانًا قويًا بالسلطة المدعومة من الجيش، معتبرًا أن الشعوب عادة ما تفضل الحاكم القوي، ولو كان مستبدًا أكثر من الضعيف ولو كان نزيهًا وعادلاً.

الورقة البحثية لـ “ستراتفور” أكدت أن السيسي يعلم هذا الأمر جيدا، مدللة على ذلك  في الوقت ذاته بأنه لم يتراجع قيد أنملة، عن الإجراءات الاقتصادية الصعبة التي خلقت غضبًا شعبيًا، رغم حاجته الشديدة إلى الاستقرار الأمني، بل إنه أقدم على رفع أسعار الوقود وتعويم الجنيه، قبل أسبوع واحد من مظاهرات 11 نوفمبر، والتي كانت الدعوات إليها كبيرة ومنتعشة، وصدقت توقعاته، حيث لم يحدث شيء في هذا اليوم.

القبضة الأمنية، التي صنعها ولا يزال يصنعها النظام السياسي القائم هي التي جعلت البعض يؤثر السلامة في تلك الفترة، هكذا فسّر الدكتور عبدالله الأشعل المرشح الرئاسي الأسبق عدم الدعوات للتظاهر في الذكرى السادسة لـ”ثورة 25 يناير”.

وأضاف الأشعل لـ”المصريون”، أن هناك نية مبيتة من النظام القائم على قتل وإبادة كل من يخرج للتظاهر في 25 يناير أو أي يوم آخر، موضحًا أن الوعي الشعبي والتوحد هو أكبر خطر على أي حاكم – وفق تعبيره.

وتابع: “أن الانقسام الذي لعِب النظام الحالي عليه وأوصل المصريين له من أسباب في عدم النزول، مؤكدًا أن التحدي الآن للشعب المصري في كيفية التصدي لأي محاولة لبيع مصر”.
ا