آراؤهم

” غزالة .. بزالة “

 

كما هو معروف عزيزي القارئ بأن ” غزالة .. بزالة ” هي لعبة قديمة عبارة عن كلمات يرددها الأطفال عند اجراء القرعة لإختيار أحد المصطفين، تاره يكون الاختيار عشوائي وتاره يكون هناك غش، هكذا أصبح واقعنا الآن، كيف؟!
إليكم التفاصيل.

لو نظرنا الى ولاية من ولايات أمريكا على سبيل المثال ولاية كاليفورنيا لوجدنا أن حكومتها تتعاون مع آلاف من شركات المقاولات في بناء مشاريعها، وتتعاون مع آلاف من المنتجين والفنانين لإحياء حفلاتها الغنائية والإستعراضية وتستعين بآلاف من الرياضيين في تنمية رياضتها وتتعاقد مع آلاف من المستثمرين وتدعم ملايين من المفكرين والأدباء والباحثين والعلماء والناشطين، وترعى آلاف من الأنشطة والفعاليات بينما نحن في الكويت “ماكو بهالبلد غير هالولد ” نجد المناقصات لا ترسى إلا على اثنين، والرياضة حكراً على اثنين، والفن حكراً على اثنين، والأنشطة التي ترعاها الحكومة أيضا ” اثنين” المعذرة .. لا أدري أضحك أم أبكي، لا أعلم لماذا الحكومة لا تريد أن تتيح الفرصة والمجال لأشخاص غير “الاثنين” رغم أن الكويت ولادة أشخاص ذوي مواهب وكفاءات وكثير من الدول تفتقد هذا الشيء وتعتمد على الأجنبي.

هل عدم اتاحة الفرصة هنا للآخرين هي عدم ثقة؟ أم هو اكتفاء وعدم حاجة؟ أم عملية الاختيار تعتمد على ” غزالة بزالة “بالغش؟ إذا كانت عدم ثقة بالآخرين اذن لماذا نجد هناك أخطاء في تنفيذ المشاريع من قبل الاثنين؟ لماذا أصبحت الدراما مهزلة بسبب الاثنين؟ لماذا أصبحت الأغنية باهتة لا لوناً لها ولا طعم؟ لماذا منتخبنا لكرة القدم تحول من أزرق إلى أزيرق ولا يعلم من هو “طقاقة” ولماذا رياضتنا أصبحت حد أدنى وصارت تنسب انجازات المجهودات الشخصية بعملها؟

أما اذا كانت المسألة اكتفاء وعدم حاجة اذن لماذا أحد الأثنين حين ترسى عليه المناقصة يستعين بآخرين بالباطن لتنفيذ المشروع المكلف به لعدم قدرته على تنفيذه بسبب كثرة المناقصات التي أرست له ويتقاسم مع المنفذ قيمة المشروع وبالتالي يفشل المشروع ويربح الأثنين، لماذا الإعلام يتعاون فقط مع الأثنين رغم عدم قدرتهما على تنفيذ خارطة كل البرامج ويستعين أحد الأثنين بآخرين بالباطن لتنفيذ احد البرامج المكلف بها ويتقاسم مع المنفذ القيمة ويفشل البرنامج ويربح الاثنين، وهذا حال كل المجالات للأسف رغماً عن أنف كل وطني يحب وطنه ويرغب أن يكون جزء من نهضته وأصبح أمر “التنفيع ” خارج عن إرادته.

أناشد الهيئات الرقابية والجهات المختصة بمكافحة هذا الفايروس لإتاحة الفرصة للجميع والاختيار يكون للأكفأ حسب استراتيجية ورقابة نزيهة ومستقلة لكي تصبح الكويت “كاليفورنيا العرب” قبل أن يبتلعنا أكثر الاثنين!!

@s_alhubail