عربي وعالمي

بريطانيا: “لم يعد مجديا” الحديث عن رحيل بشار عن السلطة

قال وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون اليوم الخميس ان بلاده قد تضطر الى اعتماد “تغيير كبير” في سياساتها تجاه سوريا من أجل إيجاد مخرج نهائي للازمة التي تعصف بها منذ سنوات عدة.

واعترف جونسون لدى مثوله امام لجنة الشؤون الدولية بمجلس اللوردات (الغرفة العليا للبرلمان) بأن “تمسك بريطانيا بمبدأ رحيل (الرئيس السوري بشار) الأسد عن السلطة قبل إيجاد اي تسوية لم يعد يجدي نفعا لأنه لم يحقق أي تقدم يذك”.

وأضاف “لقد تشبثنا لوقت طويل بفكرة رحيل الاسد عن السلطة وأرى ان الوقت قد حان للبحث عن خيارات اخرى لاحلال السلام في سوريا” معتبرا انه من الواجب النظر ايضا الى “واقع الأمور وكيف تغيرت على الارض بما يستدعي تبني أفكار ومقاربات جديدة”.

واعرب جونسون عن اعتقاده بضرورة البحث عن “مخرج ديمقراطي” للازمة السورية عبر تنظيم انتخابات تحت إشراف الامم المتحدة يشارك فيها كل السوريين بما يتضمن اللاجئين والنازحين.

وردا على سؤال لأحد أعضاء مجلس اللوردات حول امكانية ترشح الرئيس الاسد لتلك الانتخابات اجاب جونسون بنعم مضيفا ان “تمسكنا بخيار رحيل الاسد تسبب في خلق جزء من الصعوبة التي نجدها في تحريك الملف السوري”.

ورأى ان هناك عددا من الخيارات التي يمكن اعتمادها لدفع القضية السورية الى الامام من ضمنها الاتفاق مع روسيا للتمهيد من أجل “رحيل تدريجي” للأسد وتقليص النفوذ الإيراني في المنطقة في مقابل توحيد جهود القضاء على ما يسمى تنظيم الدولة الإسلامية (داعش).

وأقر في السياق نفسه بأن مثل هذه السيناريوهات “معقدة ويصعب تحقيقها” بالنظر الى الخلافات في وجهات النظر مع موسكو مضيفا ان “هناك مخاطر من التراجع عن مواقفنا السابقة بشكل يجعلنا في صف واحد مع روسيا والنظام السوري”.

وحمل جونسون نواب البرلمان البريطاني جزءا من مسؤولية الموقف الذي تجد الحكومة البريطانية نفسها فيه بشأن القضية السورية مشيرا الى ان “بريطانيا وجدت نفسها خارج اللعبة عندما صوت مجلس العموم عام 2013 ضد القيام بعمل عسكري ضد النظام السوري ردا على استخدامه أسلحة كيماوية ضد شعبه”.