كتاب سبر

‏إنفوانزا السوشيال ميدياً S1 M1

أغلب مشاهير ⁧(السوشيال ميديا) أو لنقل مواقع التواصل الإجتماعي⁩ لا يفقهون بكيفية التعامل مع الشهرة بحيث أصبحت حياتهم الحقيقية في المواقع الإفتراضية لا عالمنا الحقيقي هذا الملموس لدرجة لا يستطيعون أن يقضوا بضع ساعات من دون إستخدام هذة البرامج أو لنقل الولوج عبر هواتفهم والتحدث مع الهاتف مخاطبين بذلك متابعينهم في مختلف البرامج المتعارف عليها، فأحياناً نشاهد شابة مشدودة القوام متلطخة بالمكياج ترفع يدها إلى أعلى حاملة هاتفها بوسط السوق مزدحم وتقول بصوت عالي وبثقة تامة جداً “هاي سناب” أو نشاهد شاب بلبسه الوطني الجميل يقود سيارته بيده اليسار ويحمل بيده اليمين الهاتف ويخاطب الجمهور ويوجه النصائح الهامة للمجتمع وينتقد الحكومة لعدم تطبيقها للقانون وهو أصلاً كاسر القانون بحيث يستخد الهاتف أثناء القيادة ولا ينتبه للطريق ولا يستخدم حزام الأمان !.

ووصل الحال لدرجة أبعد من ذلك بحيث نجد ناس تسيء إستخدام هذة البرامج بطريقة وقحة جداً وهي بالطعن بشرف الناس أو إتهام فلان زوراً وبهتاناً أو يجعل من نفسه وصي على تصرفات باقي الناس مستنداً بذلك بعدد متابعينه خصوصاً اللذين يؤيدون فعلته الوقحة !، بحيث أصبحت منصة هذا الشخص هي فرض وصايا (رجعية) على باقي مستخدمي مواقع التواصل الإجتماعي ومن يخرج عن هذة الوصايا الرجعية أو هذة الوصايا التي إعتاد عليها هو فقط سيعرض للإتهام والطعن والسخرية وكل ما هو سلبي إتجاه مخالفي وصاياه التي يريد فرضها بطريقته مستنداً بذلك على عدد من المتابعين اللذين لا نعرف لا أعمارهم الحقيقة ولا جناسيهم الحقيقية ولا تفكيرهم وطريقة تعايشهم !، طبعاً ناهيكم عن من يودون اسعاد المجتمع ورسم الإبتسامة بوجوهنا عن طريق حرق شخص بالنار أو الإستهزاء الدائم بأحد أفراد العائلة بطريقة لا يوجد بها أي إحترام أو تركيب مقاطع بها إستهزاء بالبشر بطريقة وقحة مدموجة برسائل جنسية !. ولا ننسى طبعاً المرض الجديد الصاعد في مواقع التواصل الإجتماعي الذي يخص المرتبطين المتحابين بحيث يصورون كل لحظة بحياتهم لنا بطريقة أصبحنا نعلم متى سيدخلون الحمام (اجلكم الله) ومتى سيشاهدون التلفاز وما الذي يزعجهم وما الذي يسأكلونه، ولم يتبقى سوى أن يصوروا لنا ماذا يصنعون في غرفة النوم !.

يا سادة يا كرام .. التكنولوجيا صنعها الإنسان ولا زال يطور بها لتسهيل حياة البشر وتسريعها وليس للإستخدامات التافهة التي لا ينتج منها سوى الخزي والعار، وإستخدامنا للأشياء يدل على تربيتنا ورقينا وأخلاقنا. طبعاً ما يحدث بالآونه الأخيرة من حرب كلامية مليئة بالتفاهة المقدمة والمطروحة من بعض أكثر المشاهير شهرتاً أمر مخزي جداً ولا يمد للمحترمين بصلة مطلقاً لأنهم لم يحترموا أبداً عقول المجتمع واستمدوا قوتهم بالكلام الخارج منهم من الرقم الذي يبين لهم عدد متابعينهم !.
وما هو ذنب طفل بعمر العاشرة يتعلم قلة الأدب وعدم الإحترام الصادرة من هؤلاء المشاهير لأنه يتابعهم !.

‏رسالتي للجميع: الشهرة إن لم يستخدمها الإنسان جيداً فإنها سوف تفتك به لا محاله.

Aziz J.Hayat
@azizjhayat