أقلامهم

الإنسانية تنتفض ضد ترمب

لتظاهرات التي خرجت في أنحاء الولايات المتحدة وفي أماكن متفرقة من العالم والعرائض التي وقعت من كثير من المواطنين في بريطانيا وغيرها من الدول ضد القرارات التي أعلنها الرئيس الأميركي دونالد ترامب ضد المسلمين وإعلان كثير من دعاة الحقوق المدنية وحتى سياسيين وفنانين ومن عموم الناس أنهم سيسجلون أنفسهم كمسلمين رفضا لهذه الأجراءات العنصرية.

والحرب الدينية التي أعلنها ترامب تؤكد أنه لن ينقذ الكون إلا بقايا الإنسانية في الناس ، وأن العنصري الحاقد دونالد ترامب وفريقه الكريه سوف يواجهون حتى من بيئتهم ومجتمعهم بما لم يتوقعوه ، فمعظم الدراسات والتقارير تشير إلى الشعب الأميركي بشكل عام بأنه شعب غير عنصري وأنه أكثر الشعوب الغربية قدرة على استيعاب الآخر لأن الولايات المتحدة دولة قائمة على الهجرة والتنوع ، لكن هذا الشعب شبه معزول عن العالم ويساق من خلال الطبقة الحاكمة التي تختطف البلاد وتوجه اهتمامات الناس من خلال وسائل الإعلام التي تسيطر عليها الشركات الكبري التي تدير القطاعات الرئيسية في المجتمع الأميركي.

وتشير كثير من الدراسات إلى أن أغلبية الشعب الأميركي لا تدري شيئا عما يجري خارج الولاية التي يعيشون فيها ومن ثم فإن صناعة الخوف والكراهية لدى نوعية هؤلاء الناس التي بدأها جورج بوش بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر كانت هي الكفيلة بوصول شخصية عنصرية كريهة إلى البيت الأبيض مثل دونالد ترامب ، إلى الرجل الذي بدأ من يومه الأول وكأنه يخوض حربا مقدسة ضد المسلمين اصطدم مع الجميع ، وإذا كان جورج بوش قد جيش الجيوش وأدار المعارك خارج الولايات المتحدة فإن ترامب نقل المعارك إلى داخل الولايات المتحدة إلى مطاراتها التي احتجزت الناس ولم تسمح لهم بالدخول فتظاهر الآلاف لأول مرة منذ أحداث الحادي عشر من سبتمبر نصرة للمسلمين حاملين لافتات مؤيدة لهم تهاجم العنصرية الشعبوية البيضاء التي جاء بها ترامب.

وكذلك انتقلت المعركة إلى المحاكم التي لجأ إليها دعاة الحقوق المدنية من أجل وقف هذه الإجراءات التعسفية وحصلوا للتو على أحكام جزئية تلغي هذه الإجراءات ، وكان لعنصرية ترامب وإجراءاته ضد جارته المكسيك دور في أن تتسع رقعة المعركة ولا تشمل المسلمين وحدهم ففزع شعب المكسيك وحكومته ، كما فزع رئيس الحكومة الكندية وفتح الأبواب بشكل مؤقت أمام اللاجئين الذين طردتهم الولايات المتحدة أو منعت دخولهم ولأول مرة منذ أحداث الحادي عشر من سبتمبر يتم وصف هجوم على مسلمين في الغرب حيث تعرض المركز الإسلامي في كيبك في كندا يوم الأحد الماضي لهجوم قتل فيه ستة وأصيب آخرون من المصلين فوصف الهجوم بأنه هجوم إرهابي والقائمين به على أنهم إرهابيون هذا كله يعكس انتفاضة إنسانية في الغرب وإن كانت غير كاملة لكن ما يؤسف له أن هذه الإجراءات التعسفية قوبلت بصمت من الحكومات الإسلامية ، من هنا فإن أي تحرك إنساني يوجب على كل إنسان أن يشارك فيه فالخطاب القرآني للناس وللإنسان كان أكثر من الخطاب الذي وجه للمؤمنين مما يعني أن سمو الإنسانية يمكن أن يجمع الناس ضد كل من يهدد استقرار الكون وبقاءه .