أقلامهم

ماذا بعد الاستجواب؟!

انتهى الاستجواب، وقُدِّم طلب طرح الثقة بالوزير، وأعلن أكثر من ثلاثين نائباً دعمهم للطلب، ما يعني حتمية استقالته قبل جلسة طرح الثقة يوم 2/8، وهذا يعني أمرين لا ثالث لهما: إمّا أن الاستجواب كشف تورط الوزير في الإيقاف الرياضي وفي التجاوزات في وزارة الإعلام، وإمّا أن الحكومة لم تحسبها صح، فدخلت الرهان بحسبة وفوجئت بواقع مخالف، ولست مع من يقول إن الحكومة باعت صاحبها. لكن هل سينتهي الأمر عند هذا الحد؟!

طبعاً هناك من لا يعجبه أن يكسب المجلس في أول مواجهة له مع الحكومة، فالصورة عند الناس أن البرلمان لا يهش ولا ينش، وأن ما تريده الحكومة سيكون، وأن المناديب موجودون في هذا المجلس لكن بصورة أقل قليلاً من المجلس السابق. لكن هذا كله نسفه نجاح الاستجواب؛ لذلك هناك من يرى أن البعض يحرص على ألا يتم هذا النجاح ولو باستقالة جماعية للحكومة وإعلان عدم تعاون مبكر!

الحركة الدستورية الإسلامية وبقية أطياف المعارضة، خيبت آمال الخصوم، وأثبتت وطنيتها وعدم تبعيتها للأطراف المتصارعة في الساحة الرياضية، وأخرست الألسن التي تهذي بما تدري وما لا تدري، ووضعت قدمها في أول طريق الإصلاح. ولكن.. هل ستتم الأمور بهذه الانسيابية والسلاسة أم ستعكرها تصرفات خرقاء تسعى للتكسب الشخصي على حساب الإنجاز الجماعي؟ هل ننتظر لنشاهد من يسعى لإحراج القوى السياسية للركض خلفه في خطوة غير محسوبة صح؟ وكما قيل «ماكل حمله بولد»، وما يمكن أن يكون مقبولاً اليوم قد لا يُقبل في كل يوم.
أعتقد أن الخطوة المقبلة الآن تستلزم إنجاز البرنامج الانتخابي للمعارضة السياسية الذي وعدت الناس به، وهو تصحيح الأوضاع في مجال التجنيس والحريات والإصلاح الاقتصادي. وأي محاولة اليوم للتصعيد غير المبرر من قبل الحكومة أو الأعضاء هي تعمد لإفشال العملية السياسية والممارسة الديموقراطية مع سبق الإصرار والترصد. وقد أخبرني أحد النواب أن القوى السياسية اتفقت على التنسيق في الخطوات المقبلة، فقلت له توقع غير المتوقع، فالذي لا يحكمه تجمع حزبي أو تنظيم جماعي لا يأبه للحرج السياسي الذي تقع فيه الجماعات السياسية، وإن غداً لناظره قريب.

«الإخوان».. والاعتدال

أحياناً أقرأ مقالات بعض الزملاء الذين يكتبون ضد توجهات الحركة الدستورية الإسلامية فأجد الكثير منها مخالفاً للحقيقة أو للواقع، وبعضها كلاماً مرسلاً بغير سند أو كلاماً مكرراً في معظم مقالات خصوم الحركة وأبجدياتهم، لكن الغريب أن البعض عندما يريد أن ينتقد الحركة بكلام سخيف يكيل فيه التهم جزافاً فإنه يسميهم الإخوان المسلمين فرع الكويت، ويبدو أن استجواب وزير الإعلام وموقف نواب الحركة الثابت والمبدئي جعلا هذا البعض ينتقد بكلام لا تعرف وجهه من قفاه!