كتاب سبر

الفرس قادمون! فماذا نحن صانعون؟

ذكرت صحيفة الغادريان البريطانية أن إيران على وشك اكمال مشروعها الاستراتيجي بتأمين ممر بري يخترق العراق في نقطة الحدود بين البلدين، ثم شمال شرق سوريا إلى حلب وحمص وينتهي بميناء اللاذقية على البحر المتوسط.

وأضافت الصحيفة أن قوات كبيرة من الميلشيات الشيعية تضع اللمسات الأخيرة على خطط للتقدم بتنفيذ مشروع الممر الذي ظل في طور التبلور خلال العقود الثلاثة الماضية، مشيرة إلى أن هذه الميلشيات لم تمنح دورًا في المعركة المرتقبة لاستعادة مدينة الموصل، لكنها ستقطع الطريق غرب الموصل عن القوات التركية المزمع تدخلها في تحرير الموصل.

وأضافت الغارديان في ثنايا تقريرها أن الشريط البري غرب الموصل الذي تستعمله المليشيات الإيرانية، يعتبر أساسيًا في تحقيق الهدف للوصول للبحر الأبيض المتوسط، فضلاً عن أن إيران وبعد 12 عامًا من الصراع في العراق ومشاركتها في الحرب الأهلية الشرسة في سوريا أقرب من أي وقت مضى لتأمين ممر بري سيوطد أقدامها بالمنطقة، ومن المحتمل أن ينقل الوجود الإيراني إلى أراضٍ عربية أخرى، وبينت الغارديان أن إيران ظلت تعمل بقوة لتنفيذ هذا المشروع وأن إيران باستطاعتها نقل القوى البشرية والإمدادات بين طهران والبحر المتوسط في أي وقت تشاء عبر طرق آمنة يحرسها موالون لها وآخرون بالوكالة.

يبقى أن أقول أيها السادة، إذا كان الامر بالنسبة للكيان الفارسي يندرج في إطار التحدي المفروض على الأمة العربية، وبحكم الطبيعة العدوانية والتوسعية لذلك الكيان الذي زُرع بهدف إضعاف الوجود الحضاري للأمة عن طريق اليد الطولى لإيران في المنطقة العربية وامتلاكها نتيجة لذلك السلاح النووي الذي أمّنه لها أوباما، وبذل في سبيل ذلك جهودًا مضنية ومنذ أن وصل للبيت الأبيض، فإنة بالنسبة للأمة العربية يخص الدفاع عن استقلالها السياسي الذي لايبدو مكتملاً في ظل الإبقاء على الأراضي العربية المحتلة والمغتصبة من قبل إيران وتوسعها في المنطقة، وفي ظل اصطدام قوى التحرر بالعالم العربي مع المؤسسات المستفيدة الاستعمارية المستفيدة أصلاً مع هذه الوضعية، لابد من انتهاج خط جديد لامتلاك قدرات الدفاع عن الوجود الحضاري للأمة سواء من حيث دخول دائرة التسلح تحت تأثير التحديات المفروضة، أو من حيث استفادة هذا التوجه من مقومات المنافسة المتكافئة التي تحقق التوزان التقني والعلمي الذي يدير الصراع لمصلحة أصحاب الحق، فالكيان الفارسي يتصرف من منطق تكوينه وهدفه الاستعماري وفق رؤية تعتمد على الحرب النفسية التي تريد أن تحمل العرب على الاقتناع بتفوق إيران المطلق، وتعتمد امتدادًا لذلك على محاولة تحقيق أُحادية امتلاكك القوة. وبدون العمل على قدم وساق لتحقيق هذه المعادلة فإنني أُحذّر العرب من شرٍ قد اقترب!!