كتاب سبر

الكل يسرقنا!!

هالني تصريح الرئيس الأمريكي الجديد ترمب القاضي بالاستيلاء على أموال السياسيين العراقيين في المصارف الأمريكية، مدعياً أن هذه الأموال هي حصة الشعب الأمريكي، وضريبة دماء الجنود الأمريكان التي أزهقت في العراق.

وهذا التصريح إن دل على شيء فإنما يدل على التأكيد أن الرئيس الأمريكي الجديد ترمب هو بلطجي ولص ويستحق مع السياسيين العراقيين اللصوص، لقب (علي بابا والأربعين حرامي)، وكان من الأفضل لترمب أن يرشح نفسه لمنصب أكبر قرصان في العالم وليس ليكون رئيساً لأكبر قوة اقتصادية وعسكرية في العالم.

هذا اللص الشاطر الذي يريد أن يسرق من لص وضيع، وأقصد به السياسي العراقي،الذي سرق أموال أبناء بلده وأفرغ جيوبهم وتركهم عرضة للجوع والفقر والتشريد، كان الأحرى به أن يصرح بأن ما نهبه الساسة العراقيون من أموال الشعب العراقي سنعيده إلى الشعب العراقي، ليتنعم به ويعيد إعمار بلده وتحسين أوضاع شعبه، ولو فعل ذلك لكنا رفعنا له القبعة وأطلقنا عليه لقب (روبن هود).

أما وأنه لم يفعل ذلك فهو في عرفنا لص كبير يريد أن يسرق من لصوص صغار لقمة الخبز وجرعة الحليب التي سرقوها من أفواه أبناء العراق، الذين ينهش الجوع أكبادهم ويلسع زمهرير الشتاء أجسادهم.

أما اللصوص العراقيون فحسابهم سيكون على يد شعبهم إن عاجلاً أو آجلاً، وستظل ذكراهم النتنة يتناقلها الأجيال جيلاً بعد جيل، مذكرة بما سرقوه من جيوبهم ومن خزائن دولتهم.

وفي جردة بسيطة لهذه الأموال التي نهبها هؤلاء الساسة من خزانة الدولة، والتي تعد بمئات المليارات، كان العراق بهذه الأموال استعاد عافيته وقوته ومكانته التي كان عليها قبل غزو التحالف الدولي الذي قادته الولايات المتحدة لأراضيه، ووفرت على العراقيين ملايين القتلى والجرحى والمعوقين والمهجرين.

ولو ألقينا نظرة عما جرى ويجري في دول الربيع العربي وما اكتشف من سرقات مهولة قام بها حكام هذه البلدان، لوجدنا أنها لا تقل خسة ونذالة عن تلك التي نهبها ساسة العراق، وراح بعض هؤلاء الحكام يستخدمون هذه الأموال في ذبح شعوبهم وتدمير بلدانهم كما يحدث عندنا في سورية وفي اليمن، ولم يكتف نمرود الشام بما سرق وسرق أباه وأعمامه من جيوب السوريين ثمن لقمة عيشهم، ومن خزينة الدولة ما حوت من عملة صعبة، وما جاء من بيع النفط والغاز من ملايين الدولارات، وما تحت الأرض من كنوز تزخر بها بلاد الشام كأقدم أرض عرفت الحضارات على مدار نصف قرن تقريباً، فقد أوغل نمرود الشام إلى أبعد من ذلك، فلم يكتف بسرقة السوريين وخزينة الدولة، وما يدره النفط والغاز من أموال، بل نجده قد اتخذ قراراً بسرقة سورية كاملة، فقد أتخذ شعاراً لمواجهة الثورة (الأسد أو نحرق البلد)، وبالفعل أحرق البلد وقتل الشعب ودمر المدن، وراح أبعد من ذلك، فقد باع سورية وثرواتها للإيرانيين والروس، وجعل منها مستعمرة لهما، وأعاد عقارب الساعة فيها إلى ما قبل التاريخ.