عربي وعالمي

روحاني في الجزائر لتعميق العلاقات بعد جفوة التسعينات

يزور الجزائر قريبًا الرئيس الإيراني حسن روحاني لبث الدفء في العلاقات التي أصابها الفتور من نحو عقد من الزمان، حيث يبحث الجانبان ملفات سياسية واقتصادية، وفق ما تسرّب من مصادر ثنائية.

ينوي الرئيس الإيراني حسن روحاني قريبًا البدء بزيارة رسمية إلى الجزائر، يلتقي فيها الرئيس بوتفليقة، الذي أكد هو الآخر حرصه على تعزيز العلاقات بين البلدين في جميع المجالات.

أعلن عن الزيارة سفير إيران في الجزائر رضا عامري خلال افتتاح الاحتفال بالذكري الـ38 للثورة الإيرانية، حضره وزير الطاقة الجزائري نور الدين بوطرفة ووزير التعليم العالي والبحث العلمي الطاهر حجار.

وقال عامري: “نحن الآن نعمل على تنظيم برنامج لزيارة رئيس الجمهورية حسن روحاني إلى الجزائر في أقرب وقت إن شاء الله”.
وبعد فتور في التسعينات، انتعشت العلاقات بين البلدين في عهد كل من خاتمي وأحمدي نجاد، وأصبحت اللجنة المشتركة للبلدين تعقد اجتماعاتها دوريًا لتطوير التعاون بين الجانبين.

نموذج
بالنسبة إلى السفير عامري، فالعلاقات بين إيران والجزائر تعد “نموذجًا ناجحًا للروابط الأخوية بين الدول، خاصة في الفترة التي أعقبت انتخاب الرئيس عبد العزيز بوتفليقة رئيسًا للجمهورية في 1999”. أضاف أنه منذ ذلك الوقت “زار الرئيس بوتفليقة طهران مرتين، وزار الجزائر 3 رؤساء لإيران”.

قمة تجمع قريبًا روحاني ببوتفليقة

وذكّر عامري بزيارة الوزير الأول الجزائري عبد المالك سلال، إضافة إلى زيارات متبادلة لوزراء عدة من البلدين. من جانبه، يرى عامر مصباح الأستاذ المحاضر في كلية العلوم السياسية والإعلام في جامعة الجزائر أن العلاقات بين البلدين تاريخية رغم محطات الفتور التي مرت بها من فترة إلى أخرى.

وقال مصباح لـ”إيلاف” إن “العلاقات الجزائرية الإيرانية عميقة، بحكم المكانة التي تملكها الجزائر لدى الشعب الإيراني منذ عهد الشاه، فهي التي ساهمت في وقف حالات النزاع بين العراق وإيران في ما سمّي باتفاق الجزائر عام 1972، وحتى فترة البرودة خلال تسعينيات القرن العشرين بسبب أحداث الجزائر لم تستمر طويلًا، فهناك الكثير من المصالح المشتركة، خاصة في ما يتعلق بمنظمة أوبك والأزمة الأمنية في سوريا والعضوية في مجموعة 77”.

ارتياح

وأكد الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة في برقية تهنئة إلى نظيره حسن روحاني، بمناسبة الذكرى الـ38 للثورة الإيرانية حرصه على مواصلة العمل معه من أجل ترقية العلاقات الثنائية بين البلدين وتنميتها.

وقال بوتفليقة “أغتنم هذه السانحة السعيدة لأجدد لكم ارتياحي العميق لمستوى العلاقات المتميزة التي تربط بلدينا الشقيقين، ولأؤكد لكم تمام حرصي على مواصلة العمل وإياكم لترقية هذه العلاقات وتنميتها بما يدعم التعاون في المجالات الاقتصادية والتجارية ويحقق النمو والازدهار والرخاء لشعبينا الشقيقين”.

سوريا

وبحسب الدكتور عامر مصباح، فإن الزيارة المنتظرة لروحاني لن تركز كثيرًا على التعاون الثنائي بين البلدين، لكون القضايا الدولية ستأخذ حيزًا كبيرًا من مباحثات الرئيسين، وفي مقدمتها الأزمة السورية.

وقال مصباح لـ”إيلاف” إن “زيارة روحاني تأتي في فترة حرجة تمر بها المنطقة، خاصة في ما يتعلق بالأزمة السورية ومحادثات تثبيت وقف إطلاق النار، وتعقد الوضع الأمني في اليمن، إضافة إلى القضية الفلسطينية”.

وبالرغم من الانتقادات التي توجّه إلى طهران بتدخلها في الشأن العربي، إلا أن مصباح يرى أن الزيارة قد تبحث أيضًا ملف عودة سوريا إلى الجامعة العربية.

وبشأن ما يتردد في كل مرة حول إمكانية لعب الجزائر دور الوساطة بين السعودية وطهران، أشار عامر مصباح إلى أن قضايا الخلاف “معقدة”، لكن “يمكن للجزائر المساهمة في إطلاق حوار سياسي لتخفيف حدة الصراع الذي تدفع ثمنه المنطقة ككل”.

رفض الزيارة

زيارة روحاني للجزائر قد تحمل أيضًا تطمينات بشأن المخاوف والاستهجان الجزائري، الذي انتقد في أكثر من مرة حملات التشيّع التي تتعرّض لها البلاد.

وسبق لوزير الشؤون الدينية والأوقاف الجزائري محمد عيسى أن أشار في أكثر من مرة إلى أن حملات التشيّع تقف وراءها دول أجنبية. واتهمت وسائل الإعلام الجزائرية سابقًا الملحق الثقافي في سفارة إيران في الجزائر بدعمه وتحريكه لحملات التشيّع التي تستهدف الجزائر خاصة بولاياتها الشرقية.

غير أن الأستاذ عامر مصباح يرى غير ذلك، ويقول لـ”إيلاف” إن “المصالح لا تعترف بالإيديولوجيات إلا بما يخدمها، والتشيّع ليس مشكلة مستفحلة”.

إلى ذلك، أطلق الكاتب الصحافي الجزائري أنور مالك، رئيس المرصد الدولي لتوثيق وملاحقة جرائم إيران، حملة “لا لروحاني في الجزائر” على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال مالك في تغريدة له “حملة لا لروحاني في الجزائر متواصلة، حتى يسمع صداها خامنئي في مخدعه، فخدعة الملالي لم تعُد تنطلي على الشعوب العربية”.