آراؤهم

مقبرة التلفزيون!

اعتذر عزيزي القارئ .. المقال يتكلم عن مقبرة “عفواً” مكتبة تلفزيون الكويت، ومن خلاله أخاطب معالي وزير الاعلام وقيادات الوزارة وشريحة من الجماهير التي تبحث عن مخزون هذه المكتبة الثرية منذ سنوات ولا حياة لمن تنادي حيث أن أرشيفها كساه الغبار وبنت العناكب عليه بيوتاً لها وصار مأوى للفئران وربما تحللت الأشرطة وظهر فيها الدود!

عفواً.. من يشاهد تلفزيون الكويت الآن والسنوات الماضية يعتقد أن الفن الكويتي عبارة عن ثمانية أعمال فقط مثل درب الزلق، مذكرات جحا، حفلة على الخازوق، على هامان يا فرعون، الأقدار، الابريق المكسور، خرج ولم يعد وخالتي قماشة التي تتكرر بالسنة آلاف المرات وكأن الفن الكويتي لم يقدم أعمالاً غير هذه الأعمال تستحق المشاهدة رغم أن هناك أعمال أجمل وأروع، كذلك المنوعات الأخرى نجد التلفزيون يكرر ما يعرضه مراراً وتكراراً رغم أن مكتبة تلفزيون الكويت تمتلك أكبر مخزون ما بين المحطات العربية الى درجة أن التلفزيون المصري كان يستعير مقابلات نادرة أجراها تلفزيون الكويت لنجوم مصر!

وفي ظل هذه الأوضاع تتسابق القنوات الفضائية المصرية في تقديم موائد دسمة للمشاهدين حيث تعرض ما تحمل في جعبتها من آلاف الأعمال المصرية التي يتولى بطولاتها مئات من النجوم المصريّين لإبراز الهوية الاعلامية المصرية واظهارها بشكل غني ويليق بحجم الفن والاعلام المصري لتظهر جمهورية مصر العربية بأرقى صورة في حين تلفزيون الكويت يخجل ويظهر اعلامنا بشكل محدود ولا قيمة له!

والآن وزارة الاعلام تفتتح قناة القرين التي خصصت للمواد الأرشيفية رغم أنها افتتحت قبلها قنوات شبيهه لها مثل كويت بلس والرابعة ولكن المحاولات السابقة باءت بالفشل وهجرها المشاهد والمعلن وأنا على يقين بأن القرين أيضاً ستفشل وسيكون مصيرها كمصير الرابعة وبلس وستكون مجرد قناة تكرر ما حفظناه وشربناه طالما الاستراتيجية لم تتغير، كيف؟!

هناك سبب مباشر في افتتاح القناة الذي اعلن عنه وهو الهدف منها في تأصيل وابراز الدور الثقافي والفني وهذا كلام “مأخوذ خيره” وهناك سبب غير مباشر وهو الأقرب للمنطق حيث افتتحوها لتسليم كراسي جديدة ل “ربعهم” ورواتب ومكافآت وميزانيات وهذا بالطبع سيجعل الوزارة تتتكبد خسائر هائلة على شيء لا يرقى للمشاهدة “على الفاضي” لأن القائمين عليها لن يبذلوا اي مجهود وانما سيكون اعتمادهم على أشرطة الأعمال الفنية التي ذكرتها أعلاه والتي وضعت على أرفف أجهزة العرض ولا يتطلب الأمر اي مجهود منهم ومتجاهلين بقصد أو بدون قصد أرشيف الاعلام الكويتي الذهبي الموجود في “المقبرة” عفواً .. المكتبة!

أصبحت الجماهير الآن تمتلك الثقافة والحس الفني أكثر من العاملين في هذه القنوات ودليلاً على ذلك طلبات الجمهور في مواقع اليوتيووب وغيرها لأعمال نادرة لا تخطر على بال العاملين بالتلفزيون وهناك تجارب سابقة فاشلة كما ذكرت في قناتي الرابعة وبلس تثبت ذلك فكيف أسلم هؤلاء العاملين “الخيط والمخيط” في إدارة القناة والتحكم بما يعرض على المشاهد وأثق في قدراتهم من جديد في عمل برامج جديدة تتناسب مع فكرة القناة؟!

ارجو من القيادات في الوزارة وعلى رأسهم معالي وزير الاعلام اصلاح الأمر ومتابعة الموضوع وعمل استفتاء جماهيري للتحقق من صحة ما أقول لأجل تحقيق رغبتهم وإلزام القائمين على هذه القناة بالعمل الفعلي والجودة التي تستحق الثناء لتستقطب الجمهور الذي سيجذب بالطبع شركات الإعلان مما يعود بالنفع على الوزارة طالما يمتلك التلفزيون هذا الأرشيف العريق، المرغوب والذي لا يقدر بثمن سواءاً أعمال نادرة أو أعمال مرفوضة من قبل مزاجية الرقيب الذي لا يفقه بالفن والاعلام بتاتاً ويكون العرض قائم على حسب ما يطلبه المشاهدين وبإشراف سيادتكم وليس على حسب رغبة العاملين في القناة لأن القناة للجمهور وهو يحدد ما يريد!

وإلا .. اغلقوا القناة واحفظوا المال العام من الهدر على قناة لا تسمن ولا تغني الجمهور المتعطش لأرشيف مكتبة التلفزيون من جوع وشكراً!

والله من وراء القصد.

سلمان عبدالله الحبيل
@s_alhubail