كتاب سبر

أذهلنا الفلانتين وتجاهلنا غادة المطيري !

في كل عام يحتفل البعض منا بما يسمى عيد الحب الفلانتين ويرفعون شعاره المتمثل بالورود الحمراء وبأشكال مختلفة، حتى أن تلك المناسبة أصبحت تقليدًا أصيلاً في ثنايا مناسباتنا الشبه رسمية، بينما الإسلام لم يشرع لنا من الأعياد سوى عيدي الفطر والأضحى فقط، وغير ذلك يعتبر ابتداعًا وتقليدًا ليس له أساس من الصحة، المشكلة أيها السادة وكعادتنا في تقليد الآخرين والهرولة دائمًا خلف الشكل – بعيدًا عن المضمون – دون علمنا أصلاً بالمضمون والذي لايعنينا كثيرًا المهم “مع الخيل ياشقراء” فَلَو عدنا لأصل الفلانتين أو كما يسمى عيد الحب أو عيد العشاق فهو احتفال مسيحي يتم الاحتفال به يوم ١٤ فبراير من كل عام حسب الكنيسة الغربية أو في ٦ يوليو حسب الكنيسة الشرقية، حيث يحتفلون بذكرى القديس فالنتين ويحتفلون بالحب والعاطفة حيث يعبر فيه المحبون عن حبهم لبعضهم البعض عن طريق إرسال بطاقات المعايدة أو إهداء الزهور، لا شك أن هذه مناسبة جميلة وذكرى أليمة للقسيسين الذين يتم تكريمهم في هذا اليوم من كل عام نتيجة وكما يعتقد المسيحيون أنه يوم استشهادهما، وهذا شأن المسيحين لا اعتراض عليه على الإطلاق، إنما الاعتراض على ربعنا الذين للأسف دائمًا لايأخذون من الغرب سوى القشور ويتركون الجوهر والمضمون.

يبقى أن أقول أيها السادة، بأن الفلانتين يبقى – وبغض النظر عمَّاجئت به وذكرته في مقالي – دعوة غربية لزيادة النمط الاستهلاكي لدينا! وهي في الأصل متجذرة وبقوة شديدة في سلوكنا عبر شراء الهدايا الورود وخلاف ذلك بشكل شره لايحاكي العقل والمنطق بقدر مايحاكي الغرائز وتأثير وتضليل الاعلام الغربي وبعض قنواتنا الإعلامية التي تسير في فلك الثقافة الغربية وتأصيلها وغرسها في ثقافتنا، لكن السؤال الذي يطرح نفسه وبشدة والذي يدلل على جهلنا احتفالنا بالفلانتين ولم نحتفل للأسف الشديد بعالمتنا الفذة العالمية البروفيسورة غادة المطيري التي غيرت مفهوم الجراحة في العالم وقلبت الموازين في عالم الطب وأشاد بها العالم أجمع ماعدا نحن أصحاب الفلانتين، هكذا نحن نتأثر ولانؤثر!!

بقلم/ سامي العثمان