آراؤهم

يا دعاة الاحترام .. احترموا أنفسكم‎

فوق الهواء وعلى متن طائرة جلسّ إيرانيان، فقال الأول للثاني : أعطني جريدتك، فلم يستطع الثاني أن يفهمه يبدو لأنه نسى لغته الأم ولا يستطيع أن يتكلم إلا بالأوروبية بسبب طول مكوثه في أوروبا. فجاء رجلاً أوروبي فقال لصاحب الجريدة: أعطني جريدتك ؟ فلم يستطع الإيراني أن يفهم الأوروبي كذلك!! كان يتظاهر أنه نسى لغته ويتظاهر أنه أتقن الاوربيه ليس لشي.

هذه  القصة حدثت مع المفكر الإيراني علي شريعتي فألف ( العودة إلى الذات ) الرجل الآخر وجريدته نراه كل يوم .. نراه في الكويت على صورة ( امرأة عربيه تتكلم مع طفلها العربي في غير موضع التعليم بلغة إنجليزية ( فتاتان لا يخاطبان بعض إلا بلغة إنجليزية، أو نراها بصورة شاب يكتب (أفسد أمة أخرجت للناس) ويهاجم فيها الشعوب العربيه والإسلاميه والدين الإسلامي لا ليعالج مشكله من مشكلات شعوبنا الكثيرة فهو لا يرى نفسه واحد منها بل ليرضى ( نفسه ) ويجلد ( ذاته ) التي استنكرها ويريد أن يظهر للناس مدى ( تحضره ) على حساب هجومه على شعبه وتراثه وتاريخه الذي يشهد له العدو قبل المحب.

الفيلسوف هايدجر يقول : لكل إنسان وجودان أحدهما ال( أنا ) كموجود حي في المجتمع وهذا الوجود المجازي للإنسان ووجود آخر هو الذي تصنعه الثقافه وتخلفة عبر التاريخ وهذا هو الوجود الحقيقي والواقعي الذي تبلور طول التاريخ وتكوين الثقافه وصناعة الحضارة  عند الإنسان.هذا الوجود هو الذي يجعلك تقول عن نفسك ( أنا ) أمام الأمريكي أو الصيني أو الفارسي أو غيرهم.

نحتاج لنقول عن أنفسنا ( أنا ) بكل ثقه وتواضع أمام العالم ونرى الآخر أيا كان الآخر ( شريكا معرفيا ) وليس خصما نقف أمامه ونرى كل ما يقدمه هدفا لتدميرنا، ( مستثمرا نقف عنده مثل الزبائن لا نتعامل معه إلا في أخذ البضاعة واستخدامها بل يجب أن نقف متواضعين أمام العلم ونجلس مكان ( التلميذ ) أمام من كنا في يوم ( أساتذةً ) لهم نأخذ خير ما عندهم لنخرج أفضل ما يمكننا إخراجه.

في الختام إلى أولئك ( الممسوخين ): إما أن تقرأو جرائدكم أو تجعلونا نقرأها.