عربي وعالمي

«آمر فرع الموت».. مقتل أخطر رجال الأسد في تفجير حمص اليوم

فقد رئيس النظام السوري بشار الأسد اليوم أحد أخطر الضباط المنتمين إليه، والمتخصصين في تعذيب وقتل المعارضين بالسجون العميد «حسن دعبول»، إثر تفجيرات انتحارية استهدفت مقرين من أكبر المراكز الأمنية في مدينة حمص السورية، صباح السبت 25 فبراير.

واستهدفت الهجمات مقرين أمنيين، أحدهما فرع أمن الدولة والآخر فرع الأمن العسكري، وسط مدينة حمص التي يسيطر عليها قوات «الأسد» وأسفرت عن مقتل 42 بينهم ضابطان كبيران.

وفي مثل هذا اليوم من العام الماضي أصدر بشار الأسد أمراً استغنى فيه عن “العميد ياسين ضاحي” رئيس فرع الأمن العسكري في محافظة حمص، وعين بدلا عنه “العميد حسن دعبول”، أشد ضباط النظام وحشية، وأكثرهم التصاقا بجرائم التعذيب والقتل أثناء الاعتقال. وجاء تعيين “دعبول” وقتها على خلفية التفجيرات المتوالية التي شهدتها أحياء حمص الموالية، لاسيما حي الزهراء، حيث لم تستطع كل أجهزة النظام أن يوقفوا هذه التفجيرات –ظاهريا-، ما جعل نقمة المؤيدين تتصاعد، وتصل حد طرد وزير الداخلية ومحافظ حمص من حي الزهراء مؤخرا، متبوعين بهتافات الامتعاض والغضب، ومنها: “الشعب يريد إسقاط المحافظ”، الذي كان من أول شعارات الثائرين في حمص، لكنه قوبل بنقمة النظام ومواليه.

وتعد شعبة المخابرات العسكرية الجهاز الأضخم والأنشط في إصدار المذكرات المخابراتية، واعتقال الأشخاص، حيث تستحوذ على 53% من مجمل 525 ألف مذكرة اعتقال ضمن أرشيف يضم 1.7 مليون مذكرة، حسب معطيات ستنفرد “زمان الوصل” بنشرها قريبا.

وحمل تعيين “دعبول” رئيسا لفرع الأمن العسكري، أكثر من دلالة أولها سعي بشار لإظهار أقوى درجات الضبط والسيطرة على الوضع في مدينة حمص خصوصا، وإلا لما كان -أي بشار- “ضحى” بنقل “دعبول” من منصبه شديد الحساسية إلى مدينة حمص، ليكون مندوبه الشخصي ورجله الأقوى في المحافظة.

وكان “دعبول” يتولى رئاسة الفرع 215 (سرية المداهمة التابعة للمخابرات العسكرية- دمشق)، وهو الفرع الأكثر وحشية وإجراما بين كل فروع المخابرات على اختلاف أنواعها ومسمياتها، وعلى كثرة توزعها فوق الأراضي السورية، فمن الفرع 215 خرجت آلاف جثامين السوريين الذين قضوا تعذيبا، بالحرق والسحل والصعق والضرب والتجويع والخنق و…، حتى بات يستحق بلا منازع اسم “فرع الموت”.

وداخل هذا الفرع شهد من كتبت لها النجاة، أهوالا تفوق الوصف، سبق لمنظمات حقوقية أن استمعت إليها ووثقتها وكتبت تقارير متعددة حولها، دون أن تلقى آذانا صاغية من الجهات الجنائية الدولية؛ لأن ملف جرائم الحرب في سوريا بقي رهين إرادة القوى العظمى.

وتعززت صورة الفرع “215” البشعة، وتكشف جزء خطير من وحشيته، مع تسريب المنشق “قيصر” نحو 50 ألف صورة، توثق قرابة 11 ضحية قضوا تعذيبا في معتقلات النظام، أغلبيتهم فارقوا الحياة في الفرع 215، مع علامات تعذيب يصعب تحمل النظر فيها.

وبوصفه “آمر فرع الموت، بات اسم “حسن دعبول” مصدرا للرعب المترافق مع الاشمئزاز، الذي جعل معظم السوريين يرسمون له صورة شيطانية، لاسيما في ظل عدم توفر أي صورة شخصية لها، وشح المعلومات المتوفرة عنه، بعكس أشخاص آخرين يخدمون في سلك مخابرات النظام، قد يكونون أعلى منه منصبا ورتبة، ولكنهم في النهاية يبدون “أدنى” منه منزلة عندما يتعلق الأمر بالإجرام.

وكان تفجيران وصفا بالانتحاريين، قد ضربا مقرَّي فرع الاستخبارات العسكرية التابع لنظام الأسد، وفرع أمن الدولة، في محافظة حمص السورية، اليوم السبت، تلاها إطلاق نار من جهات مختلفة.

وكان أنصار الأسد، قد أعدّوا موالاً غنائياً يحتفي بالعميد حسن دعبول الذي يقال إنه ينحدر من مدينة الزهراء في حمص، والذي لقي مصرعه اليوم، ونشروه في الخامس من الجاري على صفحاتهم. وتحدث الموّال عن “مناقب” ذلك العميد، خصوصاً في الإشارة إلى أن “أعداء” هذا العميد، كما يرد في الموّال، قد “صاحوا” خوفاً و”تزلزلوا” رعباً منه، فقالوا: “من أين جاءنا هذا المُصاب؟”. ليكون هذا الموال الغنائي شؤماً على الرجل الذي كان أول من أعلن عن مصرعهم في تفجيري حمص، اليوم السبت.