آراؤهم

يا أُمَّةً تعاني (٢)

الحمدلله الذي انعمنا بنعمه التي لا تحصى ومنّ علينا بالخير وأجزى ، الحمدلله الذي أكرمنا بالإسلام ديناً وجعلنا من اوفر الأُممِ نعيماً ، والحمدلله الذي سٓخٓرٓ على بلادنا بخيرات وأمنٍ وأمان ، والحمدلله الذي ثبتنا على دينه ونهج قرآنه ، والحمدلله الذي جعلنا مجتمعاً مترابط متآخي .

تلك النعم لم تكن من صنع أيدينا ، ولا يليق بِنَا التفاخر بها لانها هبه من الله عز وجل أكرمنا بها لنكون تحت اختبار عظيم ، إذ نشأنا في وطن وتلك النعم ماهي إلى اختباراً لنا على حسن استخدامنا للنعم بما يفيد الأمه والبشر .

قرأت، أن أحد مشاهير التواصل الاجتماعي تقدم ببلاغ للشكوى على زميل له بسبب إساءات وتشهير ، ثم بخبر آخر تناقلته وسائل إخباريه حول قيام أحد الإعلاميين برفع قضية على أحد الأشخاص، ثم خبراً يشعل الخدمات الإخباريه عن قيام شخص بالطعن بمذهب ويزدري فئه بالمجتمع وتقوم الدنيا وتقعد من تراشق وفتن ، وفِي أحد الدواويين سمعت حوار عن أسعار “اشخاصاً” يقبضون المال مقابل خدمة يروّجون عنها لمستفيد تثير الفتن وشق الوحدة!، ثم طبيباً يمتهن بالتزوير مهنته وآخر يتلقى الرشوه للموافقه على ابتعاث متمرض للسياحة بالخارج !، ثم تلقيت عبر الوتس أب رابط لحلقة عبر برنامج اليوتيوب يقدمها احد المشاهير وما ان شاهدت واستمعت لموضوع البرنامج حتى استغفرت ربي عشر المرات للمستوى السطحي وكم الابتذال الخلقي المستورد والخارج عن نطاق المجتمع الكويتي والإسلامي !.

وفي الرياضة فرحت لخبر أعاد البهجة بتحقيق فريق مدارس الكويت المركز الثالث عالمياً وتفوق على دول عريقه رياضياً ولكن في القلب غصه لاننا معاقبين دوليا ولا يوجد لدينا رياضة والسبب نفوساً تعشق الكراسي والمناصب على حساب وطنها ، وأيضاً للأخبار السياسية نصيب فاتهامات من هنا وهناك وطعن بالذمم وفساد ينخر، كلٌ مما ذكرت في ما سبق هم في مجتمعنا “اعلاميا” و “اجتماعيا” و “فنياً” و “سياسيا” و “رياضياً” ، جعلوا هذا الوطن وشعبه وأبناءه يعاني ، كل ما ذكر هو فسادا أخلاقياً قبل كل شيء .

عزيزي من تقرأ هذه المقاله ، هل تعلم لماذا نعاني ؟ لأننا في زمن الفتن وانعدام الاخلاقيات ، ساد فيه الرياء والافتراء والكذب ، زمن تبدلت فيه المبادئ وتبلدت فيه المشاعر، مات فيه الضمير وساءت فيه القيم ، زمن يفتخر فيه المرء نفسه بارتكاب المعصية ! زمن يرى العفه باللصوص ، والنجاح بتجاوز الأحكام والنصوص .! فـ يقول الماوردي في هذا الخصوص ،” غرت الدنيا غريراً فافتتن .. كنز المال وأخفى وخزن .. ثم ولى لم ينل غير الكفن .. أين نمرود وكنعان ومن … ملك الأرض وولى وعزل ؟” تلك الكلمات تستاء منه اذان الفاسدين في هذا الزمن من من باعو ضمائرهم وقيمهم وداسو على كراماتهم من اجل مصالحهم مقابل مال سحت أو كرسي زائل أو شهره ، هؤلاء افسدوا وطننا الجميل في كل قطاعاته ودنسوا قيم هذا المجتمع الأصيل ، خضعوا للفساد والإفساد وأعمالهم ستذهب معهم بلاشك ولكن المصيبه الأعظم هي انهم وباء قابل للانتشار اذا لم تستأصل جذوره وتطهير المجتمع والوطن منهم .

الدول لا تبنى بلا مجتمع واعٍ ، ولا تبنى بالابتذال والحقد والكراهيه بين اطيافه ، لا تبنى بإعطاء الفاسدين قيمتهم وجعلهم بالصفوف الأمامية ، لا اطالب بالامه الفاضله بل بمجتمع صغير عرفناه بقيمه الاصيله ، بناء وطننا الكويت يبدأ بنبذ وعلاج تلك الظواهر الخطيره ، التي تنهش بأخلاق ابناءنا واصحاب القلوب المريضه التي اغمى على عينها وانجرفت خلف غايات عفنه واهداف خاصه رخيصه وحقد على هذا المجتمع .

ليس من دور الدولة فقط محاربة الفساد وظواهر الفساد بل قبل ان يعالج هذا بالقانون علينا ان نبدأ بمعالجة أنفسنا وبيوتنا ومجتمعنا وننأى بمن نحب عن فئه فاسده ، علينا تربية أنفسنا أولاً عن احترام قيمنا واحترام ذاتنا والاخلاص بالعمل .

في هذه الأيام الجميلة ، اسأل الله ان يحفظ وطننا الغالي الكويت وأميره و ولي عهده والشعب الكويتي من كل مكروه .