رياضة

سيُقبض عليه بتهمة تمويل “الإخوان”.. أبوتريكه يقرر العودة لمصر لتشييع جثمان والده

توفى والد محمد أبو تريكة، نجم الأهلي ومنتخب مصر السابق، اليوم الأحد، بعد صراع مع المرض.

ويتواجد أبو تريكه حاليا في قطر، بسبب ظروف عمله كمحلل في قنوات بي ان سبورت.

وكشف مصدر مقرب من اللاعب أنه سيعود إلى مصر، لتشييع جثمان والده، رغم مخاطر القاء القبض عليه بعد ادراجه على قوائم الارهاب واتهامه بتمويل الإخوان.

وعاش والد ابوتريكه زاهدًا في الحياة، وعُرف عنه تدينه، حيث كان من رواد المساجد، كافح من أجل أن يربي أولاده بالحلال، هكذا يعرف الجميع في قرية ناهيا بالجيزة، الحاج محمد أبو تريكة، والد محمد أبو تريكة، نجم النادي الأهلي ومنتخب مصر لكرة القدم سابقًا، الذي وافته المنية اليوم، بعد صراع مع المرض.

الرجل القروي البسيط، الذي رزقه الله بـ 6 أبناء، 4أولاد، وابنتين، لم ينل حظه الكافي من التعليم، وكعادة أبناء هذه القرية، عمل منذ الصغر في حرفة “الدوبارة” التي تشتهر بها، وفي وقت لاحق التحق بعمل حكومي، حيث كان يعمل “جنايني”، وكان يستقل يوميًا دراجته من قريته التي تبعد عن بولاق الدكرور بنحو 7 كيلو مترات إلى منطقة وسط القاهرة حيث كان يعمل. لم يطرأ أي تغير في حياة الرجل، حتى بعد أن نال ابنه محمد شهرة طافت الآفاق، وأصبح نجم كرة القدم الأشهر في مصر، ظل كما كان يعرفه الجميع، لم يترك منزله، رفض بشكل قاطع الانتقال مع نجله للإقامة في فيلته بمدينة الشيخ زايد، بل وظل يعمل حتى بعد خروجه إلى المعاش، دون أن يغتر، أو يتغير.

كانت أمنية حياته أن يرى ابنه محمد الذي لعب في نادي الترسانة لسنوات ضمن صفوف الفريق الذي يشجعه النادي الأهلي، وكان له ما تمنى، فأصبح “الماجيكو”، هو صانع الانتصارات للفريق الأحمر، وراسمًا للبسمة على وجوه الملايين من مشجعيه، وتوج الحلم بارتدائه فانلة منتخب مصر وقيادته للفوز بلقبين قاريين، وهو إنجاز قلما يحققه لاعب آخر، فضلاً عن كونه له الدور الأبرز في تحقيقه.

لم يكن محمد هو الموهبة الكروية الوحيدة بين أفراد عائلة أبوتريكة، فقد كان هناك أحمد الابن البكر، الذي لعب في صفوف الفريق الأول بمركز شباب ناهيا، وأيضًا أسامة، وحسين، ومحمود، كانوا يعرفون بموهبتهم الكروية العالية، لكن الشهرة كانت من نصيب “الماجيكو”.

كثيرون لا يعرفون أن أحمد الشقيق الأكبر لأبوتريكة، توفي في ريعان شبابه، حيث كان قد انتهى لتوه من أداء الخدمة العسكرية، بعد الحصول على بكالوريوس تجارة من جامعة القاهرة في عام 1988، وذهب للعمل في مصنع طوب يملكه عمه، فلقى حتفه صعقًا بالكهرباء، وكانت صدمة للجميع، فقد سادت الأحزان جميع بيوتات ناهيا وقتها.

صبر الأب على فراق “سنده” في الحياة، لم يجزع، تلقى الصدمة محتسبًا ابنه عند الله في مكان أفضل، ظل كما يحكي المقربون منه طيلة أربعين يومًا بعد وفاته لايفارق المصحف يديه، تركت وفاته حرقة في القلب لم يكن يطفئها سوى الصبر، والابتهال والتضرع إلى الله عسى أن يعوضه خيرًا في أبنائه الآخرين.

لم ينقطع رجاؤه واجتهاده ومثابرته، كان لايقابل الناس إلا بكل ود وابتسامة تعكس طيبة قلبه، هكذا عرف الأهالي في ناهيا، الحاج محمد أبوتريكة، مجاملاً لهم في أفراحهم وأحزانهم، لايتوانى عن أداء واجب اجتماعي، ولا يتأخر عن فرض في المسجد، وهو ما أورثه لابنه محمد خصوصًا “حب المسجد والتعلق به”.

لم يكن محمد يعلم قبل أن يتم التحفظ على أمواله في العام الماضي أنه وهو يخرج 200 ألف جنيه من جيبه لتوسعة المدفن المخصص للعائلة أن والده سيرحل عن الدنيا بعد شهور، وما زاد الألم أنه في لحظة الوفاة كان موجودًا خارج البلاد حيث يعمل محللاً بقنوات “بي إن سبورت” القطرية، ويتعذر عليه العودة، في ظل وضعه على قوائم ترقب الوصول، بعد إدراج اسمه على قائمة دعم “الإرهاب”.

كانت الحالة الصحية للحاج محمد آخذة في التدهور خلال الشهور الأخيرة، وقد أعلن أكثر من مرة عن وفاته، وهو ما نفته عائلته، لكن القلب الذي اكتوى بفراق الابن الأكبر يبدو أنه لم يعد يتحمل الحزن على الابن الأصغر “محمد”، خلال الأعوام الأربعة الماضية، وهو يتعرض لحصار مادي بالتحفظ على أمواله، والملاحقة القانونية بتهمة دعم الإرهاب. آثرت الأسرة الصمت، ولم ترد على كل ما يثار، على الرغم من حجم الافتراءات التي تعرضت لها، فقيل عنه إنه دعم اعتصام “الإخوان” في “رابعة”، وتلقف الإعلام الموالي للسلطة صورة لـ “محمد” مع سيدة مسنة من أقربائه، بدعوى أنه يؤازر والدة “إرهابي”، وهو أمر غير حقيقي، اعتقلت ابنة عمه “يسر” وتعرض لضغوط ومساومات مقابل الإفراج عنها، لكنه رفض، ولم يأبه كثيرًا للحرب الإعلامية التي نالت منه لرفضه الاصطفاف في المعسكر الموالي للسلطة.