آراؤهم

أرض النار

السفر لاكتشاف ثقافة جديدة ، لمعرفة شعوب مختلفة ، اكتساب خبرات متنوعة ، ترويح وترفيه للنفس ، زيادة للمعارف ، الغوص في هذا العالم ، ومعرفة بعض أسراره ، الكثير من يسافر ويعرف أو شاهد وسمع وشاهد الصور ويعرض عنها المعلومات عن هذه الدول الأوربية على سبيل المثال بريطانيا و ألمانيا وأسبانيا وهولندا والتغني بجمالها الساحر والباهر لما تحتويه من كنوز و ثقافة وتطور ويختار هذه الدول لقضاء العطلات والراحة والاستجمام ، عندما كتبت أرض النار يتساءل القارئ ماهي أرض النار وتعني أذربيجان وتنقسم إلى قسمين ” أذر ” تعني النار في اللغة الفارسية ” بيكان ” تعني الأرض ” ، أذربيجان تقع في مفترق الطرق بين أوربا الشرقية وآسيا الغربية بحر قزوين إلى الشرق وروسيا من الشمال وجورجيا إلى الشمال الغربي وأرمينيا إلى الغرب وإيران في الجنوب.

أذربيجان بلد غني بالنفط والغاز و استثمر هذا الشيء في تطوير البلاد ، ومنذ دخولك إلى مطار باكو مطار حيدر علييف ستشاهد الحداثة والتطور والنظافة والرقي في التعامل ، والعاصمة الأذرية  “باكو” مُشتق من كلمة فارسية ديمة هي “باد-کوبه”، وتعني “ريح منضربة” وبالتالي يُقصد بها “المدينة التي تضربها الرياح ، وعند الخروج من المطار ستلاحظ الشوارع نظيفة جميلة واسعة مرتبة ، تشاهد التناقضات العجيبة والتباينات الواضحة ، مزيج الجمال الشرقي و السحر الغربي ، الجبال العالية تحيط بأراضي صحراوية وتطل على بحر قزوين ، مدينة بحدائقها الكبيرة في أنحاء باكو المختلفة  تم الاهتمام بها بعناية وترتيب فائق الجمال ، باكو  حداثة وأصالة وتاريخ عظيم وثقافة عريقة وتسوق بأحدث الماركات العالمية خليط وفسيفساء أعطاها رونقا وجمالا ، والبلدة القديمة عبق الثقافة الأذربيجانية مزيج من الثقافات المختلطة التركية بالروسية والأذرية والعربية بشوارعها وأزقتها الجميلة وبرج العذراء رمز للبلدة القديمة ، شعب من الغالبية الأذرية وأقليات مختلفة التركية والأرمينية والأكراد والروس وغيرها من أقليات ، تعتبر أحد أكبر الدول الاسلامية علمانية وذو غالبية من المذهب الشيعي والكثير ليس لديه أي أهمية للدين أو ممارسات للشعائر الدينية ، ولكن السلوك المهيمن على غالبية الشعب يتمثل في التسامح ، ويلاحظ أن الثقافة الإسلامية وتراثها في بعض الفنون المعمارية ، كما تتمتع العقائد الأخرى بحرية في ممارسة شعائرها داخل أذربيجان حيث تعتبر حرية العقيدة جزءاً من الدستور الاذري فتجد هناك المسلمين السنة والنصارى بما في ذلك الكاثوليك والأرثوذكس والجاليات اليهودية والزردشتانية .

العادات والتراث والثقافة له نصيب كبير من الاهتمام ، فتجد غزل ونسج السجاد حتى أصبح رمز ، ومتحف السجاد بروعة التصميم لتشاهد حرفة عنوانها الصبر والاحساس بالجمال ، ومتحف حيدر علييف رمز الحداثة لأذربيجان الحديثة والمتطورة وروح الابداع تحفة معمارية قدمتها المهندسة العراقية – البريطانية المرحومة زها حديد الذي أظهر وجه باكو الثقافي ، الأكل الأذري اللذيذ بطابع شرقي والمطاعم التقليدية تمتاز بروعة الديكور وتكون في الأسفل كأنه كهف ، فتطورها من ناحية المنشئات الرياضية فالعاصمة باكو تقدمت لأكثر من مرة لاستضافة الأولمبياد الصيفي ولكنها لم تحصل على شرف الاستضافة وتحاول مرار وتكرارا للفوز بالحدث الاولمبي ، واستضافة دورة الألعاب الأوربية متعددة الرياضات 2015 وهي أول دورة رياضية في القارة ، وتتنافس مع العاصمة الأسبانية مدريد حتى الآن للفوز بشرف استضافة نهائي تشامبيونزليغ 2019 ، وبعد شهرين من الآن تستضيف دورة الألعاب الاسلامية الرابعة ، فنادقها باهرة واطلالات ساحرة بأعلى المستويات ، وفي شمال باكو تحديداً ستجد «يانار داغ» الجبل الملتهب أو جبل النار لاتنطفئ النار بسبب تسرب الغاز الطبيعي للقشرة الأرضية ، بوليفارد باكو ساحر على بحر قزوين الواسع الشاسع الممتد لكيلو مترات عديدة للتنزه والتجول وأشجاره الكثيرة له احساس خاص للمدينة ، وشارع نظامي أحد أشهر الشوارع الذي ينبض بالحياة من تسوق ومطاعم ومقاهي ، جوهرة القوقاز بتناقضات ساحرة بجولة فاخرة .