كتاب سبر

كم نحبك يا داعش

عنوان المقال وباختصار، هو لسان حال الغرب وبعض العرب وإيران ! … عند الغرب ، داعش هي السبيل الوحيد والممهد لهم ليحتلوا من خلالها بلاد العرب والمسلمين، وهي السبيل الوحيد في كسر شوكة الإسلام وكل مسلم يفكر في النهوض بالمجتمع المسلم، ولذلك نجد الغرب يحارب في كل مكان يفكر فيه المسلم في كسر قيوده والتحرر من هيمنة الغرب وعبوديته.

وعند إيران، داعش هي الأمل الوحيد في ضرب كل مكون سني يكون عقبة أمام المشروع الإيراني الصفوي الفارسي، ففي العراق تتشكل أكبر عصابة في الشرق الأوسط وهو الحشد الشعبي الذي ينافس حزب الله في المنطقة من حيث الإجرام والسيطرة… وهاهو الحشد الشعبي بقيادة إيرانية يقتل السنة في العراق ويحرقهم، ويسفك الدماء، ويغتصب النساء، وكل هذا بحجة أنهم من داعش وكل تلك الجرائم قامت وتقوم على مرأى ومسمع من المجتمع الدولي الذي انشغل بتكرار الاجتماعات المكوكية لأجل القضاء على داعش فقط في العراق وسوريا !.

وعند العرب ، وهنا أقصد بعض الحكومات العربية ، نجد أن داعش هي التهمة المناسبة لكي تقضي تلك الحكومات على جميع خصومها أو كل من يقف مطالبا بحقوقه أو حتى مجرد نظرة من مواطن “غلبان” للحكومة ولم تعجبها الأخيرة تلك النظرة !

وعند العرب أيضا ، وهم التيارات والأحزاب والجماعات ، بعضهم من وجد في داعش الحجة ليساوم من خلالها على دماء المستضعفين لعلهم يخرجون بمكاسب شخصية و حزبية، وهؤلاء هم أحقر العرب وهم نتاج النطفة القذرة ، نطفة أبورغال رمز الخيانة العربية! … والبعض الآخر وهنا أتكلم عن السواد الأعظم من العرب السنة ومن ضمنهم “سوريو الخارج”، والفصائل السورية العاجزة .. هؤلاء يعشقون جلد الذات والهروب من الواقع الأليم والعيش في داخل الوهم ، فعند عجزهم يهربون من واقعهم من خلال صنع عدو أوحد وهي داعش، ليحملوها عجزهم وخنوعهم وذلهم لدرجة أنهم نسوا أو تجاهلوا جرائم الحشد الشعبي وإيران الشنيعة في حق سنة العراق من الفلوجة إلى الموصل.

وأيضا تناسى عشاق الوهم في الشأن السوري ، العدو الرسمي للأطفال والنساء والمستضعفين في سوريا وهو بطش النظام وجرائم روسيا وإيران زائد أمريكا التي تقتل العوائل في مدينة الرقة ودير الزور والعراق بحجة القضاء على داعش … فهؤلاء العرب المساكين من عجزهم وذلهم وخنوعهم ، صدقوا الوهم الذي صنعوه بأيديهم وحولوه لواقع عشعش في مخيلتهم حتى أنهم برّروا بطش النظام بالشعب المستضعف، وهدم الطائرات الروسية البيوت على رؤوس المستضعفين، وتحليق طائرات التحالف الأمريكي ليل نهار في سماء سوريا والعراق ،  أن هذا كله جاء بعد ظهور داعش وأنها -أي داعش- هي السبب الرئيسي في جلب هؤلاء إلى سوريا والعراق، وليس انتصارا للنظامين السوري والعراقي !.

لذلك أيها القارئ العزيز، هل ترى أن تلك الضجة العالمية والتي وصل صداها لعقول المساكين من العرب بشأن هذه الجماعة التكفيرية ، هل ترى أنها تستحق كل هذا الاستنفار العالمي ؟ ، أم أنه العشق “الداعشي” والحرص على عدم هلاك تلك الجماعة التكفيرية حتى يكون سببا قائما في تواجد الغرب في بلاد العرب والمسلمين، وسببا في التمدد القومي الإيراني في بلاد المسلمين بحجة نشر المذهب والانتصار له ، وسببا في بطش الطغاة على كل من يختلف معهم من شعوبهم بحجة أنهم دواعش – طبعا هذه الحجة لا يجرؤ أحد من بقية الشعوب على الاستفهام حولها، فهذه داعش المجرمة يا باشا ، هذه داعش المجرمة يا رجّال ، هذه داعش المجرمة يا زلمة ، هذه داعش المجرمة يا خي- ؟ .. أم ترى أيها القارئ العزيز أن هؤلاء جميعا هم في الحقيقة يعشقون داعش ويحرصون على أن يكون اسمها عاليا خفاقا لتسهيل مهامهم، ولسان حالهم يلهج بـ : كم نحبك يا داعش ؟!!

نقطة مهمة:

للعلم ، هذه الدعاية العالمية  لتلك الجماعة التكفيرية التي وصل اسمها إلى قارة أفريقيا وأمريكا اللاتينية وحتى الجزر النائية، قد سبقتها دعاية “الاخوان المسلمين” إبان انطلاقة ثورات الربيع العربي ، ولكن دعاية الاخوان كانت في نطاق عربي وإسرائيلي وأمريكي نوعا ما… بينما نجد حزب الله، والحوثي، والحشد الشعبي غير مشمولين في هذه الدعاية !!

2 تعليقات

أضغط هنا لإضافة تعليق