آراؤهم

الجنسية وتحصين رئيس الوزراء

عادت قضية ( الجنسية ) ورأينا بأن هذه القضية أخذت أكثر من حقها ، وتهافت المغردون والنواب على تصريحات غير منطقية وغير حكيمة.

سحب الجنسية هو ترهيب للمعارضة والسياسيين لثنيهم مطالبات وانتقادات تزعج الحكومة ، فبعد سحب الجنسية خيم الهدوء والخوف والحذر ، واستطاعت الحكومة أن تفعل ما تريد في جو تسوده الراحة والاطمئنان، إذا فقضية السحب مرحلة مؤقته ،وستعود الجنسية إلى أصحابها، والدليل القاطع هو ماصرح به د٠ نايف العجمي الوزير الأسبق بأن سمو الأمير أصدر توجيهاته بحل قضية سحب الجنسية، وفوض رئيس مجلس الأمة ورئيس الوزراء بحل هذه القضية، والحكومة أبقت حق السكن والتعليم والصحة لتلك الأسر التي تعرضت لذلك الأمر ، وهذا الإبقاء دليل على مرونة الحكومة في إرجاع الجنسية ، ولكنها تريد أن تحقق هدفا قد رسمته وهو إخضاع كل شخص يسير في غير اتجاهاتها وهذا هو بيت القصيد، والهدف الآخر وهو الدهاء في ضرب النواب بعضهم ببعض وشق صف نواب المعارضة في تباين الآراء حول هذه القضية، فبعضهم يري أن مسألة تحصين رئيس الوزراء من الاستجواب غير قانوني وغير أخلاقي ، إذ كيف تحصن شخصاً تحدث في إدراته تجاوزات مالية أو إدارية ، وبذلك استطاعت الحكومة الماهرة تمزيق وتحطيم النواب ، وقد أشرنا إليه في مقالنا السابق تحت عنوان ( إخفاء المعنى ) ولكن بعض الناس لا يفهمون بالتلميح بل يريدون أسلوبا خاصا بهم وهو التصريح حتى تصل الحقيقية إلى قلوبهم التي انغمست في مصالحها الخاصة وحسابات الأخذ والعطاء، وإشغال الناس في قضايا لا تمثل اهتماما عند الكثير من أبناء الشعب، يتكسبون على قضايا المواطن وتحت الكواليس الحقيقة غائبة ، ومن يراهن من النواب على تحصين رئيس الورزاء نقول له : الأيام القادمة ستكشف ضعف سياستك وتضعك في خانة لاتحسد عليها ، وقد يطلق عليه وعلى أمثاله مسمى:

(( المندوبون الجدد ))
وصدق طرفة بن العبد إذ قال:

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا
ويأتيك بالأخبار من لم تزود

الحقيقة الغائبة
عندما تكون عودة الجنسية عند كثيرين قضية كبرى، فتيقن أننا نعيش إفلاسا سياسيا وتشريعيا وعقليا وأدبيا فإلى الله المشتكى

 

بقلم/ سالم هاجد