فن وثقافة

باب (بو خوخة).. من أشهر الأبواب التي زينت بيوت ومساجد أهل الكويت قديما

اعتمدت العمارة الكويتية قديما على تزيين البيوت بالابواب والشبابيك المصنوعة من الخشب الذي يمكن الحصول عليه مما هو متوافر في البيئة الكويتية وما يجلب من الخارج لا سيما الاخشاب التي تدخل في صناعة وتزيين الابواب التي اشتهر من بينها لدى اهل الكويت القدماء باب (بو خوخة).

ويعد باب (بو خوخة) أحد أبرز معالم بيوت ومساجد الكويت قديما وكلمة (الخوخة) تعني الكوة أي الفتحة في الحائط كما وردت في المعاجم العربية وانسحب هذا المعنى على الباب الصغير الذي يفتح حيزا صغيرا في الباب الكبير.

واعتمد النجارون الكويتيون قديما على الاخشاب التي تجلب من الهند وأفريقيا والشام لصناعة الابواب ومنها باب (بو خوخة) والتي تزين واجهة المنازل والمشغولة بأجمل النقشات والزخارف العربية والإسلامية.

وفي هذا الصدد قال الباحث في التراث الكويتي صالح محمد المذن: ان باب (بو خوخة) يعد الأشهر في الكويت قديما حيث كان يوضع على واجهة بيوت الأغنياء وميسوري الحال وعلى المساجد والدواوين الكبيرة في ذلك الزمن.

وأوضح أن (بو خوخة) كان يصنع من خشب الصاج الهندي الذي يتميز بقوته وتحمله لتأثير العوامل الجوية مشيرا الى أن الباب يصف أولا على شكل ألواح بعد تشريحها بسمك اربعة سنتيمترات لكل شريحة ثم ترص جنبا إلى جنب وتثبت بالمسامير (المقببة) من الحديد ومن الخلف تثبت ب(الشلامين) وهي عبارة عن اخشاب صغيرة تصف بالعرض لتزيد من تماسك الالواح.

وبين ان باب (بو خوخة) هو باب كبير في جوفه باب صغير حيث يخصص الصغير للاستخدام اليومي من دخول وخروج الأشخاص أما الباب الكبير فيفتح عند ادخال المواد والمؤن وقرب الماء و(العرفج) والسعف والدواب وغيرها من الاشياء الكبيرة.

وذكر ان (بو خوخة) ينقسم إلى عدة أنواع منها باب (بو صفقة واحدة) اي درفة واحدة حيث تكون الخوخة في وسط الباب وباب (بو صفقتين) اي درفتين حيث تكون الخوخة فيه على درفتي الباب الكبير.

وأضاف ان قياس (الخوخة) عادة ما يكون 50 سنتيمترا عرضا و 130 سنتيمترا ارتفاعا مضيفا ان الباب قد يزين بمسكات ومطارق

من نحاس ثم يدهن الباب بحل السمسم او (الصل) الذي يؤخذ من زيت السمك للمحافظة عليه من التلف واعطائه جمالا.

وحول الزخارف والنقوش التي يتميز بها باب (بو خوخة) قال المذن ان هناك الباب (المسماري) الذي يحتوي على مجموعة كبيرة من المسامير الحديدية المقببة التي توضع بشكل دائري بحيث تحتوي كل دائرة خمسة صفوف من المسامير ويضاف على طرفي الصفة الواحدة مسماران من الاعلى والاسفل وتسمى (الوردة) او (الثرية).

وأضاف ان هذه المسامير تطلى بالصبغ الأسود لحمايتها من الصدأ ثم يوضع على الباب (الخشم) وهي الخشبة الواقعة في منتصف الباب بحيث تقوم بتثبيت مصراع الباب المتحرك على مستوى الباب الثابت.

وعلى الرغم من عدم استخدام باب (بو خوخة) في البيوت الحديثة إلا أن بعض المساجد والبيوت المبنية في المدن العربية العتيقة ما زالت تحافظ على هذه الأبواب كجزء من تراثها الجميل مثل بعض المساجد والمنازل الكويتية الاثرية بالاضافة الى ما هو موجود في مناطق عربية اخرى مثل نجد السعودية وسيدي بوسعيد التونسية وفاس المغربية.