وأضاف في مقال كتبه من داخل سجنه، ونشره موقع “مدى”، اليوم الاثنين، أن السلطة حسمت أمرها، فالمعنى الذي ينادون به خطر، كما أن الانتصار له جريمة، والمشغولون به أعداء، مضيفًا أنها ترى أيضًا أن سلوكيات مثل التواصل مع العالم لمحاولة إدراكه والتأثير فيه، أو نقد أوضاع قائمة والتحذير من أزمات قادمة، أو الانخراط في عمل فردي أو جماعي بغرض التأثير على الأسواق والمؤسسات، ما هي إلا إرهاصات لحروب الجيل الرابع.
وتابع أحد أبرز شباب ثورة 25 يناير،: “ومن يوم هزيمتنا ما طرح موضوع مركب إلا وسُفّه سريعًا حتى يصعب الفهم ويستحيل الفعل. فأزمة الطاقة سببها موظف مرتشي بيلعب في السكينة، أو سببها غزة، وأزمة الدولار سببها تعيين ابن أخو عبد الحكيم عامر أو شركات صرافة إخوانية”.
وقال: “قُضي الأمر. هُزمنا وهُزم معنا المعنى، وكما كنا في كل خطوة نتأثر بالعالم ونؤثر فيه، كانت هزيمتنا عرضًا وسببًا لحرب أوسع على المعنى وعلى جريمة أن يسعى أفراد لمجال عام عابر للحدود يسعون فيه لتقارب وتبادل وتواصل، بل وتشاحن يسمح بفهم مشترك للواقع، وبأحلام متعددة بعوالم بديلة”.
وأوضح عبد الفتاح: “أنا في السجن سعيًا من السلطة لأن تجعل منا عبرة. فلنكن عبرة إذن ولكن بإرادتنا. الحرب ضد المعنى لم تُحسم بعد في باقي العالم. لنكن عبرة لا فزاعة، لنتواصل مع العالم مجددًا، لا للاستغاثة ولا للبكاء على أطلال أو لبن مسكوب وإنما لاستنباط دروس وتلخيص خبرات وتكثيف مشاهدات عساها تفيد المناضلين في زمن ما بعد الحقيقة”.
وأردف: “عن نفسي لم أخرج من عقد الغضب إلا بدروس بسيطة، أهمها أن كل محطة من محطات الجدل والصراع في المجتمع فرصة، فرصة للفهم وفرصة للتشبيك وفرصة للحلم وفرصة للتخطيط. حتى لو بدت لنا الأمور بسيطة ومحسومة وحددنا انحيازًا مبكرًا لأحد أطراف الصراع، أو انصرافًا مبكراً عن الأمر برمته، يظل انتهاز تلك الفرص لتعاطي وإنتاج المعنى ضرورة، بدونها لن نتخطى الهزيمة أبدًا”.
وأكد: “تعلمت أن السلطة مجرد عائق. التحديات الحقيقية أممية، لذا تتضاعف أهمية انتهاز فرصة الجدل عندما يتعلق الصراع بأمور تتخطى الحدود”.
وقال: “أخيرًا، الانحياز للطرف الأقوى غالبًا غير مفيد. القوي لا يحتاج منك إلا ترديد جمله الدعائية. الضعيف كثيرًا ما يكون مزعجًا بقدر ما هو منزعج. صاحب حجة هشة ومنطق متهافت بنفس مقدار هشاشة موقفه من المجتمع وتهافت أسباب أمانه وبقائه. لذا، فالانحياز له ولو على سبيل التجربة، محفز لتفكير وتحليل وتقصي وخيال أعمق”.
وختم بقوله: “كنا، ثم هُزمنا، وهزم معنا المعنى. ولكن لم نفنَ بعد وما قُتِل المعنى. ربما كانت هزيمتنا حتمية، ولكن الفوضى الحالية التي تجتاح العالم سيتمخض عنها عاجلًا أم آجلًا عالم جديد، عالم سيحكمه ويديره بالطبع المنتصرون، ولكن لن يقيد الأقوياء، ويصيغ هوامش الحرية والعدل، ويحدد مساحات الجمال وإمكانات العيش المشترك إلا ضعفاء تمسكوا بالانتصار للمعنى، حتى بعد الهزيمة”.
يشار إلى أن علاء عبد الفتاح، يقضي عقوبة السجن 5 سنوات في سجن طرة، بتهمة خرق قانون التظاهر، في القضية المعروفة إعلاميًا بـ”أحداث مجلس الشورى”.
أضف تعليق