عربي وعالمي

انهيار سد النهضة الإثيوبي.. سيناريو الرعب في مصر

تُصر إثيوبيا على تحديد سنة واحدة لملء خزان سد النهضة الإثيوبي، فيما تطالب مصر بأن تكون المدة 7 سنوات، وعلى ما يبدو فإن أديس أبابا ستنفذ تهديدها فيما يخص سنوات ملء خزان السد، فهى تريد أن تنتهى بأسرع وقت ممكن من تخزين المياه.

 وهناك آثار سلبية ستترتب على هذا الأمر، إذ أن ذلك معناه ضعف منسوب المياه فى نهر النيل للحد الأقصى، لتكون السنة التى ستخزن فيها إثيوبيا المياه هى الأصعب على الإطلاق، فالأمر لن يقتصر على ضعف المياه بل قد يصل إلى انحسارها تمامًا.

ويتخوف خبراء الرى، من وصول مصر إلى تلك المرحلة، التى تكون عندها الأمور أسوأ مما يمكن تخيله، فالمياه تكون قليلة للدرجة التى قد لا تكفى احتياجات الشرب فقط، فكيف بالزراعة والصناعة ومتطلبات الحياة؟!.

 تقول الدكتورة رشا الخولى، عميد كلية الهندسة بجامعة هليوبوليس وخبيرة هندسة المياه، إن لجوء إثيوبيا للتخزين فى عام واحد “مصيبة وكارثة”، منتقدة خطوات أديس أبابا فى هذا الشأن على اعتبار أنها تؤثر تأثيرًا بالغًا على حصة مصر.

 وأكدت الخولى لـ”المصريون”، أن حصة مصر ستقل عن النصف، لأن التخزين سيسحب مليارات الأمتار، وبالتالى فإن حجم الضرر سيكون كبيرًا جدًا، مضيفة:”لا يجب السكوت على هذا الأمر، لأن نصيب الفرد سيقل بشكل ملحوظ جدًا، وقد تحدث كوارث”.

 فى الوقت نفسه، كشفت تقارير إثيوبية، عن تعرض أجزاء من سد النهضة للانهيار نتيجة تصدع الأساسات، حيثُ أكدت قناة “إثيوبيان نيوز نتوورك” الإثيوبية، أن هناك أخطاء فى استخدام مواد البناء والمكونات الخراسانية ترتب عليه وجود تصدعات فى جسد السد.

 وأوضحت القناة، أن غالبية المشرفين الأجانب الموجودين فى موقع السد وهم “إسرائيليون” لاحظوا وجود تلك التشققات، ويجرون حاليًا أبحاثًا ودراسات لاحتواء تلك التشققات كمرحلة أولى لتجنب انهيار السد.

وعن السبب الحقيقى وراء تلك التصدعات، أكد القناة، أن إثيوبيا لم تستخدم مواد البناء بالنسب الكافية والمطلوبة، لافتة إلى أن ذلك جاء نتيجة أخطاء من جانب القائمين على العمل، ولم تتحمل الأساسات جسم السد، ما تسبب فى تصدعها، محذرة من انهياره “فى أى لحظة”، إذا اكتمل البناء بهذه الطريقة.

 ويدعم الدكتور أحمد الشناوي، أستاذ السدود بالأمم المتحدة، هدم السد بأى طريقة فى تلك المرحلة قبل بدء فترة التخزين الفعلي، حيث سبق وأن أكد ضرورة توجيه ضربة عسكرية للسد فى وقت كان الجميع يتخذ حذره من التصريح باستخدام الحل العسكرى ضد إثيوبيا، لكن الأمر أصبح واقعًا الآن.

 وفى تصريح خاص لـ”المصريون”، توقع “الشناوى” انهيار السد فى أى وقت، مرجعًا ذلك إلى عدة أسباب أهمها ضعف الشركة الإيطالية المنفذة لعملية البناء فى السد، لافتًا إلى أن تلك الشركة “سيئة السمعة”، والنتيجة الحتمية هو انهيار السد.

 وأوضح الشناوى، أنه فيما يخص فترة التخزين، فإن ما تتحدث به إثيوبيا يعد كارثة حقيقية، وإصرارها على التخزين فى عام واحد يعد تحديًا “غير مقبول”، لافتًا إلى ضرورة وضع حلول عاجلة لمواجهة هذا التحدى.

 ورغم أن المفاوضات الفنية لا تزال مستمرة، فإن تقريرًا سابقًا أكد أن أديس أبابا تتعمد إخفاء جزء من المعلومات وحجبها عن المكتب الاستشارى المختص بالدراسات، الأمر الذى قد يترتب عليه تعطيل الدراسات، وهو هدف تسعى إليه إثيوبيا منذ أن بدأت مرحلة التفاوض.