كتاب سبر

بعد تهمة الهرطقة .. يدعشنونا ليقتلونا !

النصارى لهم تاريخ قديم في الظلم والبطش والتعذيب والقتل.. ففي العصور المظلمة كانت الكنيسة هي الآمر الناهي ، فكان الاستبداد والقمع والقتل تارة بقطع الرأس وأخرى بالحرق بتهمة “الهرطقة” -الردة عن الدين النصراني- ناهيك عن الاعتقالات التي لم يسلم منها أحد.. كانت الكنيسة توزع تهم الهرطقة على العلماء وشعراء السياسة وهي نفسها التي تحكم بإدانتهم دون دليل، والدولة كانت تنفذ دون تردد منصاعة بذلك لأوامر الكنيسة !…

اليوم التاريخ يعيد نفسه ولكن هنا النصارى يتهمون المسلمين بـ “الدعشنة” وهذه التهمة كفيلة لقتلك على عجل دون التحقق من التهمة !.… فلا عليك من التكرار الدائم لاسم الديمقراطية والشعارات الرنانة التي يرددها الغرب لنشر العدل في دول العالم … فالغرب الآن يقوم بدور الكنيسة في البطش بالعرب والمسلمين ، والتهمة هي الدعشنة بدلا من الهرطقة!

لا تصدق أن الغرب صادق في القضاء على داعش ، ولا تصدق السيناريو الذي يروجه الغرب ويصوّر تلك الجماعة التكفيرية -داعش- على أنها جيش قاري وأممي … ولا تصدق المسرحية التي تقوم بها الدول الغربية صاحبة الترسانة الحربية المتطورة ومعها بقية دول العالم، في الاجتماعات المتكررة لدراسة كيفية القضاء على داعش !!

الغرب يهمه كثيرا ترديد اسم داعش حتى يصل صداها للقطبين الجنوبي والشمالي فتكون ذريعة لهم في القضاء على الثورات العربية التي اتخذت طابعا إسلاميًا .. فالغرب كان يراقب العالم العربي من بعيد ولكن من بعد ثورات الربيع العربي أراد الغرب المراقبة اللصيقة والدائمة ، طبعا حفظا لأمن إسرائيل أولا ، وثانيا وهو الأهم للتأكد من القضاء على أي نواة قد تشكل خلافة إسلامية مستقبلا -وليست خلافة داعش- … فالغرب من هذه الناحية، يضع جميع الجماعات والأحزاب والحركات والتيارات الإسلامية في سلة واحدة ، سواء المتشدد منها أو المميع، فلا تفرق هنا بين السلفي والاخواني و الصوفي.

نقطة مهمة:

شماعة داعش ليست مهمة فقط للغرب الكافر، بل حتى بعض المسلمين من أحزاب وحكومات يهمها أيضا أن يظل اسم تلك الجماعة التكفيرية -داعش- رنانًا وله صدى في المنطقة، حتى تتم الإعدامات والاعتقالات وتحييد وإقصاء الخصوم بتهمة “الدعشنة”!… بل أن بعض الأطراف السورية التي تدعي الاهتمام بالثورة من الخارج من أحفاد “أبو رغال”، أصبحت تسقط تهمة “الدعشنة” على فصائل وقادة هم كالشوكة في خاصرة النظام وإيران وروسيا فقط لمصالح حزبية و شخصية !