أقلامهم

ستظل سماؤنا كويتية

من يعرف ويعلم بجيل الآباء المؤسسين، يدرك أن الكويت بنيت برؤية ثاقبة وسواعد قوية ونوايا صادقة، هو الذي بعد فضل الله وفضله سر تماسك الكويت وازدهارها منذ جيل الآباء المؤسسين، وحتى منتصف الثمانينات، ذلك الجيل الذي عرف عنه الصدق والإخلاص والتفاني والعطاء للوطن من دون انتظار المقابل، ومن حسن طالعنا أنه لا تزال بين ظهرانينا نخبة من جيل الآباء المؤسسين، ومن بينهم أميرنا الحالي الشيخ صباح الأحمد الصباح حفظه الله.

ولعله من واجبنا أن ندق ناقوس الخطر، ونعلق الجري قبل أن ينهب البلد، ولا ينفعنا حينا ذاك الندم، ولا يكون بمقدورنا أن نتدارك الأمور.
فالدولة الدستورية الشامخة، التي شيدها جيل الآباء، وواحة الحرية والديموقراطية التي زرعوا جذورها بدستور متوازن وقسمة عادلة للسلطة بين أسرة الحكم والشعب، وما وفروه من حماية وضمانات عديدة للأموال العامة والحقوق والحريات العامة، بل وما غرسوه من نظام مؤسسي منطلق من وعي وإدراك لمتطلبات المستقبل، كل ذلك تعرض للتآكل من مطامع البعض، الذين كانوا يسعون إلى مصالحهم الضيقة، مما ألحق بها الوهن والضعف، وهكذا سارت الأمور في الاتجاه الخاطئ منذ منتصف الثمانينات، وهو ما أورثنا وطنا به كل مقومات التطور والنجاح، لكنه صار هشا متعثرا، وتكاد تلمس مظاهر التخلف والفساد والاقتيات عليه في شتى النواحي، ولم تسلم مؤسسة ولا جهاز ولا مشروع ولا ناحية اقتصادية أو تعليمية أو تنموية إلا ووصلت لها تلك المظاهر المؤلمة.
واستمر مسلسل تفكيك البلد، وقد زادت حدة ذلك في السنوات الأخيرة، وهناك من يعمل على بيع بعض مؤسسات البلد ومشاريعها لتحقيق مصالحه الخاصة، وكأن البلد تركة لا بد من اقتسامها خلال عام ٢.١٧، وجاءنا بواقع المسؤولية بعض المسؤولين والنواب، هم إما لاعبون في تفكيك البلد، أو دمى يحركها أولئك اللاعبون، وهو ما قد يضيع الأمانة ويبدد المسؤولية.
ونعيش اليوم نموذجا عمليا في محاولة تفكيك البلد من خلال محاولة تفكيك «الكويتية»، بعد أن استعادت عافيتها وحلقت في أجواء العالم رمزا للسيادة والنجاح، وتجاوز كل العقبات، فتحرك أولئك النفر بحجب أسباب استمرار نجاحها، وحركوا دماهم لوضع العراقيل، ومنع حركة التطور والبناء لأسطول تفخر به الكويت وأبناؤها، لم تبلغه الكويتية بتاريخها، ٣٥ طائرة، بل واتجهت إلى تحقيق الربحية التشغيلية إيذانا للربحية الكاملة في غضون ٣ سنوات، وصارت قيمتها ٣ مليارات دينار كويتي بالتقييم الصحيح لها. وأقول ستظل سماؤنا كويتية وطنية مملوكة للدولة والشعب.

dralmoqatei@almoqatei.net
al_moqatei@