كتاب سبر

إلى السوري الثائر في فصيل رابض

الثورة السورية، هي ثورة عالمية سيخلدها التاريخ الحديث، وخلودها ليس بانتصارات فصائل يفترض أنها متوحدة ضد أعداء الشعب المستضعف، أو بمفاوضات يفترض أن رجالها رجال بمعنى الكلمة ، وإنما خلودها بكثرة قتلاها وإبادة أهلها !

والسبب هو أنت أيها السوري الثائر في فصيل رابض لا يتحرك قادته وشرعيو الفصيل الرابض إلا كلاميا بالطعن في الفصائل والقادة الذين يقفون وبشراسة أمام النظام والروس والمليشيات الإيرانية!

ماذا جرى لك أيها السوري الثائر في فصيل رابض ؟… ألم تكن ثورثك لكرامة كانت قد امتهنت من النظام السوري ؟ ألم تكن ثورتك لنصرة شعبك المستضعف الذي ثار معك وساندك ؟ ، فهاهو شعبك المستضعف اليوم يذوق الويلات وأصناف من العذاب لم تخطر على بال بشر، بينما أنت تتفرج دون أن تتحرك لرفع العذاب عنهم ، وذلك لأن عقلك ولسانك ويدك يتحكم بها قادة وشرعيون لاهم لهم سوى التنفيس عن أحقادهم من خلال التحريش على الفصائل الذين يقفون كالشوكة في بلعوم النظام وروسيا ومليشيات إيران!

ماذا جرى لك أيها السوري الثائر في فصيل رابض ؟ … لقد تجاهلت الثورة التي قامت على أكتاف المستضعفين ، نعم، المستضعفون الذين جعلوا لك اسم وجعلوك تنتمي لفصيل محارب -كما يفترض- لم يكن له وجود لولا التضحيات والدماء التي سالت ومازالت تسيل منهم ، وأنت واقف تتفرج لأن قادة وشرعيو فصيلك رابضون بأوامر خارجية !!

ماذا جرى لك أيها السوري الثائر في فصيل رابض ؟

تشاهد خونة الثورة والعملاء وهم يحيّدون قادة الجيش الحر الشرفاء الذين أرادوا المحافظة على الثورة نظيفة وخالية من الأموال المشروطة بالخيانة وأنت تتفرج !.. تتفرج على قادة وشرعيو فصيلك وهم يشنعون على قادة الجيش الحر والفصائل الذين رفضوا الإملاءات الخارجية والعبودية للغير -وليس المساعدات ومد يد العون- ووقفت منصاعا لهؤلاء الرابضون الذين تركوا العدو يقتل ويسفك دماء الشعب الذي أتكل عليك بعد الله، وها أنت اليوم تنشغل بالتحريش على إخوانك والمجاهدين الذين ثاروا معك في نصرة المستضعفين !

….

نصيحة لك أيها الثائر السوري في الفصيل الرابض، عد إلى رشدك، فأنت ثرت على طاغية جمع كل الأعداء ضدك وضد شعبك ، فلماذا الان أصبحت أسيرا لأهواء قائد وشرعي جعلك عبدا لأحقاده ولمصالحه الخاصة، فهل ثرت لأجل هذا ؟ هل ثرت للتخلص من الظلم والعبودية أم ثرت بحثا عن أسياد جدد يستعبدونك ؟!!… أعلم أيها السوري الثائر في فصيل رابض، متى ما بدأت بالتخلص من التبعية لفصائل لا تتحرك إلا بأوامر خارجية ووقفت مع الذين ثاروا للتخلص بجدية من النظام وأعوانه، هنا الجميع سيحترم ثورتكم ، شعوبا وحكومات.. فإذا توحدتم ستخضع لكم الدول وسترغم الشعوب حكوماتها على نصرتكم لأنكم هنا ستكونون قوة ضاربة كان ينتظرها المستضعف السوري، وهنا أيضا ستدخل المفاوضات برأس مرفوع ، لأنك ستفاوض بشروط الثورة لا شروط خاصة لقائد وشرعي أو شروط يستفيد منها فصيل وحزب.

نقطة مهمة:

قد تقولون: من أنت لتنصح السوري الثائر.

وسأقول لكم: رؤية أشلاء الأطفال والإبادة هي من جعلتني أنبه الثائر لمجازر ستجعل الثائر وحيدا دون أهل ، بينما هو ينشغل عنها بالترهات!.

تعليق واحد

  • ايها ااسوري الثائر في فصيل رابض
    كلمات دقيقة تلخص بالفعل مأساة الثورة السورية التي لعبت بها سياسات الشرق والغرب ودخل عليها المال السياسي المسموم حتى تركها جثة هامدة او جسد يكاد يفنى….

أضغط هنا لإضافة تعليق