آراؤهم

مجتمع المزورين!

استبشر الجميع بمبادرة صاحب السمو الشيخ صباح الاحمد الصباح حفظة الله لإنهاء ازمة سحب الجناسي.

وقد تجلت بوادرها بوضوح مع عودة الاعلامي سعد العجمي ولقاء النواب بصاحب السمو و نقل البشارة لأسرة البرغش باقتراب ساعة الفرج حيث التوجيه بتشكيل اللجنة المختصة لدراسة اعادة الجناسي، و التي فهم بأنها البداية الفعلية من أجل انهاء تلك المأساة الانسانية التي عانت منها العديد من العوائل الكويتية، الا ان الاشكالية بدت بوضوح بأن الخصم ليس مع السلطة التنفيذية، بل هو صراع داخلي مابين مكونات المجتمع و بين من يأمن بالمواطنة الحقة، و من يعتقد ان الكويت للجميع ام انها خلقت لفئة معينة في المجتمع الكويتي!!

في جلسة مناقشة اعادة الجناسي صعق الجميع بمبادرة رئيس مجلس الامة السيد مرزوق الغانم حيث ان كرسي الرئاسة عرف عنه الحياد، الا ان الاخ بوعلي فضل الترجل، و طلب الكلمة ليدلي ما لديه من معلومات و التي كانت بمثابة المفاجأة للجميع، حيث ذكر بأن لديه معلومات مؤكدة تفيد بأن ما بين الكويتيين هناك 400 ألف مزور و ذكر العديد من الحالات و التي اطلق على البعض منها بحالات الارانب لاسيما تلك العوائل ذات الاعداد الكبيرة، و أكد بأنه سيقوم بتسليم ما لديه من معلومات الى الجهات المختصة.
و الحقيقة، و نأمل ان يتسع صدر بوعلي لهذه الاسئلة و التي هي اقرب الى الاستغراب منها الى التساؤل، و هو كيف تحول ملف سياسي متمثل بإعادة الجناسي التي سحبت لأغراض سياسية الى قضية تزوير!! و لماذا سكت عن هذا التزوير طوال هذه السنوات؟ و هل الجهات التي أعطت الجنسية لا تمتلك تلك المعلومات؟ اذن كيف وصلت تلك المعلومات الى السيد الرئيس ، بل كيف تأكد من صحتها!! و المأساة الكبرى لا تكمن فقط في تلك الادعاءات سواء كانت صحيحة او مغلوطة ، بل تكمن في حجم تلك الارقام، فحينما نتحدث عن 400 الف مزور من اصل قرابة المليون مواطن فنحن اذن نتحدث عن مجتمع من المزورين، آخذين في عين الاعتبار التركيبة السكانية الفتية حيث ان اكثر من نصف المجتمع الكويتي هو من الفئة الشبابية.!!
بالرغم من محاولات البعض لخلط الاوراق، و التأكيد على ضبابية المشهد السياسي حتى تتمكن قوى الفساد من الهيمنة على المجتمع و مفاصل الدولة، الا ان لابد من التأكيد بأن المشهد السياسي الكويتي قادم على استحقاقات سياسية هامة تشمل اعادة الجناسي للعوائل التي سحبت منهم لأسباب سياسية بغض النظر عن المسوغات التي وضعت لتبرير السحب.
كما لابد و ان نؤكد بأن استقرار الكويت و تنميتها لن يكون الا من خلال بوابة المواطنة الدستورية و ما لها من حقوق وواجبات و عدل و مواساة، و ان يبعد البعض عن تفكيره العقلية العنصرية و محاولة تقسيم الكويت ما بين الداخل و الخارج، فالكويت المركز الانساني العالمي بنيت بسواعد كويتية من كافة الفئات و المشارب و الاعراق ، كما انها ارجعت بسواعد دولية و اقليمية و محلية، فالكويت هكذا كانت و على ذلك ستكمل مسيرتها الانسانية و الديمقراطية.