كتاب سبر

“عندما لا يتمنى الحجر أن يكون إنسانا”

متى يكون الحجر ألين من الإنسان :

عندما تنتكس فطرة كثير من الناس

فيصبح لا يعرف للرحمة مكاناً

ولا للقرابة صلة
ولا للصداقة منزلة

ولا لعامة الناس حسن تعامل

هنا يتمنى الحجر ألاّ يكون انساناً ؟!

لان الانسان اصبح اقسى منه واشد غلظة
( ولكم في حديث المرأة التي حبست هره حتى ماتت )
أي قسوة هذه ، وأي بشاعة .
عندما يتمنى الحجر ألاّ يكون انساناً !!

اتخذ المصلحة دثاره
والشراكة سبيله

وتناسى ان الجميع تحت مسمى الانسانية
يحتاجون الى اللين والرحمة والرفق

هنا اقول للحجر
هنيئياً لك انك لم تُخلق انساناً
بل جماداً لا لك ولا عليك .

ولكم انتظروا الى الرجل الذي له عشرة من الولد لم يقبل منهم
احداً ابداً

” حتى قال عليه الصلاة والسلام
من لا يَرحم لا يُرحم ”

عندما يتمنى الحجر ألاّ يكون انساناً !!

هل تناسينا بأن الحجر قدّم اعظم صدقة له علينا

ذلك البنيان الذي نستتر به داخل بيوتنا

ايها الإنسان :
هل سمعت عن الجذع الذي بكى يريد من النبي ألاّ يترك الإتكاءُ عليه وقت الخطبة ؟!

عندما يتمنى الحجر ألاّ يكون انساناً !!

ايها الانسان :
هل نسيت ذاك الجمل الذي بكى بين يدي رسول الله عليه السلام

ان صاحبه حمّله مالا يُطيق

عندما يتمنى الحجر ألاّ يكون انساناً !!

دعونا ننظر اليوم
الى عجلة الظلم والتعدي بين بني الإنسان ؟!

قتل وتعذيب وحرق وسلب وتدمير لكل شي

عندما يتمنى الحجر ألاّ يكون انساناً !!

هذه الأنفس اليوم
بأي ذنب قُتلت ؟

اطفال ونساء وشيوخ
يصرخون من الظلم والعدوان ؟!

اموال تُسرق واعراض تُهتك ؟!

عندما يتمنى الحجر ألاّ يكون انساناً !!

أين اللين ؟ أين الرفق ؟ أين الرحمة ؟ أين الحلم ؟

أليس الحجر الآن أفضل ؟!
لأنه لم يؤمر ولم يُنهى
لانه اصم ابكم لم يتعدى ؟!
لانه حجر جماد لم يظلم ولم يتعدى ؟!

عندما يتمنى الحجر ألاّ يكون انساناً

ختاماً :
دعونا نفتش عن قلوبنا
هل هي اشد قساوة من الحجر ؟! فنغيرها الى بقلب رحيم قبل فوات الأوان ؟

كتبها :
د. خالد عبدالعزيز المرداس