آراؤهم

حان الوقت لإعادة ترتيب المشهد السياسي.. الكويت تحتاج طبقة سياسية جديدة

الواقع السياسي في الكويت يمر في عنق الزجاجة، ويغلب عليه التشرذم، وبلغ درجة من الرداءة وضيق الأفق لا يمكن السكوت عنها.

ومن غير المعقول أن يتحول تاريخنا في التجربة الدستورية والديمقراطية التي كانت مضرب المثل عربيا وخليجيا إلى تراجع أو سقوط مريع في هوة الصراع والمصلحة الضيقة، والأجندات والحسابات التي تصب في المصلحة الفردية، ومن ثم تغيب مصلحة الوطن العليا، وترتد قضاياه إلى ما يشبه الدهاليز التي لا مخرج منها، ومن ثم يسيطر الاحباط على الأجيال الجديدة التي تحلم بواقع أفضل يشارك في تنميته جميع الأطياف.

كيف نخرج من هذا الواقع المؤسف، لا بد أولا من مصالحة شاملة، ومراجعة المواقف والأخطاء، وهذا يقود بدوره إلى تعلم الدروس، ومعالجة الخلل واتخاذ خطوات لتعزيز الإصلاح وتكاتف الجميع لاستقرار البلاد، وعند التفكير في المصالحة لا بد أن نعتبرها خيارا استراتيجيا ويجب أن تنطلق من موقف فكري تقدمي يهيئ أرضية لإنهاء حالة العداء والخصام والضجيج.
الضرورة تستلزم ترسيخ ثقافة سياسية جديدة تخلو من كوابيس الماضي المشوه بالضغائن والصراعات وعدم قبول الآخر.
علينا أن نعي أن هذه المرحلة الفاصلة التي تحدد مسار المشهد السياسي القادم، جميع أطياف الرأي العام عليها إعادة ترتيب المشهد السياسي، لذا تتطلب المرحلة المقبلة ضخ دماء جديدة على كل المستويات، فضلا عن تجديد الخطاب السياسي والتحرك بفكر متطور يراعي تغيرات الواقع، وتطرحه طبقة سياسية جديدة تحمل رؤى وطنية مغايرة لإصلاح الأوضاع.